سهام سمير
حياتنا عبارة عن دوائر، نفتحها للبعض ونغلقها أمام البعض الآخر.
ما المعايير التي نفتح ونغلق بها هذه الدوائر؟
نحن مختلفون فى قدراتنا وإمكانياتنا، وكذلك في اختياراتنا، فالبعض منا حياته صندوق مغلق على أسراره، وهذا النوع يعتبر حتى أصغر تفصيلة هى سر ولا يجوز لأحد الإطلاع عليها.
فى حين أن منا من يفتح دوائره سريعا، ولا يميز بين أحد فى الدخول لحياته.
فإن صنفنا هذه الدوائر، منها دائرة عائلتك، وأصدقائك، ومعارفك. فليس من المعقول أن تدخل معارفك فى دائرة الأهل أو الأصدقاء أو العكس.
هؤلاء يعتمدون سياسة العفوية، والعفوية سلاح ذو حدين.أحدهما يدخلك القلوب بلا استئذان، والآخر يدخلك فى مشاكل لا حد لها من بينها سوء الفهم والتقدير.
من بعض الحكم التي أؤمن بها بشدة، ” لا تعطي لأحد معلومات مجانية” لكن وجود مواقع التواصل الإجتماعي سمحت بتوفر معلوماتك الشخصية بشكل واسع. إما بحسن نية منك، أو فهمها بشكل خاطئ.
أغلب مشاكلنا التي نعاني منها الأن تتعلق بالسماح لدخول حياتك على حد تعبير أحدهم بحذائه والتجول كما يحلو له.
فنجد من بين الشكاوى، المقارنات فى المستوى الإجتماعي والدخول فى حياة كل منا، وبدلا من أن نقارن أنفسنا بأنفسنا، بمدى تطورنا وتغييرنا، نقارن بين مستوى المعيشة بين عائلات وزملاء عمل ودراسة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
نحن نبدأ من النهاية، نتعارف ونتبادل الحكايات والفضفضة والمعلومات الخاصة ثم نعود ونندم ونشكو حين نتفاجأ بالتدخل من هؤلاء الناس والنقد .
البعض يميل للمبالغة، حين يتعلق الأمر بالعلاقات، فهم إما مجروحون أو مجني عليهم.
ما العمل إذن؟ كيف نتعارف ونتعامل مع الناس وندخل فى علاقات صحية معهم بعيدا عن الأذى والتدخل المستمر من ناحية البعض الذي يريد أن يمتص طاقتك ويعيش بدلا منك ويملي عليك أراؤه ورغباته؟
ينصح المختصون بفلترة علاقاتنا، وترتيب أماكن الناس فى حياتنا، وألا نسمح لك من هب ودب للدخول لدوائرنا واقتحامها.
عزيزى المحب للناس والساعي لتكوين علاقات صحية، عليك قبل أن تفتح بابك قلبك أن تتحرى الدقة، وتختار من يسكنون غرف هذا القلب.