خطاب عهد

بقلم/ سالي جابر

‏صديقة طفولتي ثم محبوبتي وأنيسة وحدتي، أنيقة أنتِ في اختيار كلماتكِ، ساحرة عيناكِ وثغرك الباسم، يمتزج النسيم بعطرك النادي، ليعيد إلى روحي الحياة…
أرسل إليكِ خطابي وأنا على بُعد أمتار من شرفتك، أردت أن أرى في عينيكِ تأثير كلماتي…
قرأت كتابك، وشددت بحواسي على ما تدقق به أقلامك، خطوط قلمك تحت أسطرٍ بعينيها، هوامش وأفكار، وتساؤلات عديدة، أعلم أنكِ تريدين إيصال معلومة إليَّ؛ ولكن…
ماذا عن تلك الجملة” لابد أن تخشى المرأة بعد بكائها”
وماذا عن” الحب في القلب باقٍ ما دام التلاقي”
” الزواج بداية أم نهاية”.
أعلم ما يدور في عقلك، وخوفك الدائم من انشغالي عنكِ؛ لكن الحياة أصعب مما تقرأين في رواياتك، الخوض في معاركها والتزاحم في ماراثون الوقت، سِباق لا أود أن أشغل به تفكيرك، فأنا أود أحيانًا أن ألْتَحِف بالشجاعة لمواجهة الغد، أعيش في كهفي المظلم لحظات لأفصل بين عالمي وعالمك، أتشرب من عاطفتك؛ فأنا واقعي، تلك الروايات ما هي إلا كلمات جميلة تُلهب مشاعرك، لا تمت للواقع بصلة… أرجوك اجعليني بطل روايتك القادمة، حالمةٌ أنتِ، تلهب مشاعرك أسطر داخل كتاب، تترقرق الدموع في مقلتيكِ لحظة تألم بطلة روايتك، أقسم إليكِ أنني أحبك لكن الواقع أصعب، وها هي طبيعة الرجال، حاولي أن تفهمي أن الحب الصادق لا ينتهي رغم البُعاد، أبتعد رغم اشتياقي، وينصهر قلبي، وتذوب روحي فأقترب، لا تتنصلِ من الخوض في روحي، ولا تترفعِ عن الاعتراف بالذنب، تُخطئين حين لا تحاولين فهمي، وأُذنب حين لا أُقدر مشاعرك.
أتوسل إلى قلبك الصافي، ونسماتك الراقية أن تقتربي من عالمي، وتسمحي لشمسك أن تُنير حياتي، عاهديني بالحب الذي يبقى ما دام التسامح باقٍ.

Comments (0)
Add Comment