بطيخ علاقاتنا حَمَار وَحَلَاوَة

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

اليوم الثانى عشر
في يوم شديد الحرارة والعرق ينضح ويسيل من جبين زوجة سيد أفندى، والأنفاس تضطرم في الصدور لشدة الحر،
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من أثر صيام رمضان…
شرد بذهنها وقفت في طابور شاق طويل لتشترى الخبز
كأنه صراع على فرخة فى الجمعية التعاونية، وبعد معاناه كبيرة تنجح فى شراء الخبز .

لتذهب وتقوم بإعداد طعام الفطار…ياللهول تذكرت أن تتصل بسيد أفندى ليشترى لهم بطيخة مرملة للسحور.
وسيد أفندى عائد للمنزل قبل الفطار و فاضل على أذان المغرب حوالى ساعة ذهب لعم سمير بائع البطيخ الذى ينادى وبصوت جهورى “بطيخ حمار وحلاوة” اشترى البطيخة وعاد إلى البيت وبعد صلاة التراويح،
أحضرت زوجة سيد أفندى طبق كبير و سكينة و البطيخة
أول ما اتفتحت البطيخة سمع سيد أفندى صوت مصمصة جاى من فوق رأسه مباشرةً ..البطيخة طلعت قرعة
وسيد أفندى لم يدخل فى لونها أو طعمها.
ولكن زوجته أكملت مصمصة وقالت خسارة فلوسك ياسيد ووصفت طعمها بالخيار.

قامت زوجة سيد أفندى لغسيل المواعين وإعداد المشاريب من تمر وسوبيا وقهوة وشاى بعد أن انتقدت البطيخة وأحضرت بعض الحلويات، كالكنافة والقطايف والبقلاوة، والمهلّبية وأم علي وبعد الانتهاء من صلاة التراويح والدعاء وبقلوب رطبة بالإيمان ويد تداعب السبحة وتستمر فى إعداد وتقديم الطعام إلى أن ينتهي بالسحور والبطيخة موجودة كما هى بالثلاجة وبعد مشوار من التعب والإرهاق لإسعاد أسرتها تعود لتجلس وتشاهد التلفاز متجاهلة الصداع ووجع الركب والمفاصل الذى ينضح من التذمر والتعب.

الحياة ليست بهذه السهولة فكثيرا ما نشعر بأن الدنيا والناس مثل البطيخ!!..فيها الحلو والوحش لا نعلم حلوة ولا قرعة من غير ما نفتحها والحقيقة أن البطيخة ليست مثل الناس والدنيا وعلاقتنا بهم عالأقل البطيخة ترطب على قلوبنا فى أوقات كتير.

لو نقدر نخبط على الناس ونعرف عاملين ازاى من داخلهم مثل البطيخ ؟؟!!
فيه ناس مثل البطيخ, ناشف من الخارج لكن من داخله مسكر ومرمل.
وفيه ناس مسخة وطعمها مثل البطيخة القرعة،
المشكلة إن علاقتنا ببعض أوقات تصبح فى خطر ,مفيش طرف حاول يرطب على قلب الثانى بكلمة حلوة مثل البطيخة.

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

بطيخ علاقاتنا حَمَار وَحَلَاوَة
Comments (0)
Add Comment