وأخيراً

بقلم: شروق صالح

بعد عام من الأوجاع والأحزان التي نهشت فؤادكِ ها أنا أرى البسمة تزين شفتاكِ وتلونهما باللون الوردي، والدماء تتدفق في وجنتيك فتصبغهما بالورود الحمراء، أما عينيك فتشعّان بريقاً أخاذ.
كم شهدتُ على دموعكِ المنهمرة كشلالات غزيرة لا يقوى على مجابهتها إنسان.
هلَّا أخبرتني ما سر سعادتك هذه كي تكتمل سعادتي؟
لم تكن تتحدث، بخلاف العادة حيث أن دموعها من كانت تتحدث دائماً، لكن هذه المرة دقات قلبها مسموعة والسعادة تتراقص داخلها.
راقبتها بصمت وهي تطالع النجوم وتذكرت كيف كانت تأتيني وهي واضعة كفيها على فمها لكتم آهاتها والصرخات المدوية التي كانت تنتهي بسقوطها أرضًا ثم إستنادها بظهرها على حائطي الذي تصدع من هول أحزانها بعدما وضعت في أذنيها موسيقى حزينة.
السؤال الآن هل يا ترى السبب هو ذلك الشاب الذي أحضرته معها في إحدى المرات ليقفا معاً داخلي أم ماذا؟!
أسئلة كثيرة تعج داخل حائطي.
وأخيراً، بدأتْ بالتحدث كأنها شعرت بي.
سمعتها ولأول مرة تغني أغاني سعيدة مليئة بالحب والضحكات والسرور.
وما أن انتهت لترسم ابتسامة قائلة: كيف حدث هذا؟ ثم أخذت نفساً عميقاً لتكمل حديثها لم يخيل إليّ ولو لمرة واحدة أن أشعر بهذا الشعور وأن يصبح يومي مملاً لا طعم له لعدم وجوده بجواري.
أتعلمين أيتها الشرفة التي لا تسمعيني البته لكنها تشعر بي أنني ولأول مرة أرغب بتوقف عقلي عن التفكير وأن أسير خلف مشاعري دون أية مخاوف من المستقبل المجهول.
لم تكن تعلم بأنني أستمع لها.
أكملت حديثها قائلة: أتعلمين أن الحب يُغيِّر من الإنسان ويجعله شخصاً آخر لدرجة انه لا يعرف ذاته.
ثم غادرتني فجأة كما زارتني فجأة.

Comments (0)
Add Comment