كتبت/ سناء مصطفى
– وما اسمكَ؟
– أنا، أنا عاشق.
– هذا اسمك؟
– نعم، أُدعى عاشقًا.
– ما هذا الاسمُ الغريبُ؟
– هذا الاسمُ له قصةٌ يطولُ شرحُها.
ما هي؟
امممم، أبي كان عاشقًا مُتَيَّمًا في سابقِ عصرِهِ، وكان الجميعُ يدعونَهُ بالعاشقِ، أما في الجانبِ الآخرِ كان البعضُ يقولونَ أن هذا اللقبَ مأساةٌ، فيصعبُ على أيِّ رجلٍ أن يرى نفسه ضعيفًا والعشقُ ضعفٌ، ولكن أبي قرَّرَ أنه سيُخلِّدُ هذا اللقبَ ويقولُ أنه شرفٌ له، وكان يقولُ دائمًا أنه حين يُنجبُ ولدًا سيُسمَّيهِ عاشقًا افتخارًا بلقبه، وأنه يريدُ أن تعيشَ قصته وتكبرَ أمام عينيهِ، لحظةً بلحظةٍ.
– امممم، وهل تزوجَ أبوكَ بمعشوقتهِ؟
– لا، لم يتزوجها.
– لماذا؟!
– امممم، لأن نهايةَ العشقِ دائمًا نهايةٌ مأساويةٌ.
– كيف؟
– جميعُ العُشَّاقِ ماتوا بطريقةٍ تجعلكِ تُشفقينَ عليهم.
– اممم، ولكن هناك حُبًَّا يعيشُ.
– لا لا لا لا، الحبُّ شيءٌ والعشقُ شيءٌ آخرُ.
– وما الفرقُ؟
– امممم، الفرقُ كبيرٌ، الحبُّ نهايته عادية.
– كيف؟
– نهايته عادية بمعنى: حبٌ فزواجٌ فأولادٌ ومن ثم روتين الحياة، أما العشقُ: متيمٌ فعاشقٌ ومن ثم يأتي الموتُ!
– كيف تقولُ هذا؟
– امممم، كيف أقولُ هذا؟ سأعطيكِ برهانًا على حديثي، جميعُ العشاقِ ماتوا وهم متيمونَ بمذاقِ العشقِ، فستجدينَ أن روميو مات حزنًا على جوليت، وكأنه أدمنَ الخمرَ فلم يقدر على إبطاله، وحين اختفى الخمرُ قررَ الانتحارَ خاشيًا العيشَ بدونه، أما قيس، فقيسٌ مات متيمًا بجنونِ العشقِ، أو بالأصحِّ بجنونِ ليلى، أما عُطيلُ فهذا أكثرهم مأساةً وألمًا، وأظنُّ أنه ماتَ لسببٍ واحدٍ.
– وما هو؟
– الشك، فحينَ يختلطُ العشقُ بالشكِّ يصبحُ الأمرُ أكثرَ تعقيدًا، وينتهي المطافُ بالموتِ، فجميعُ نهاياتِ العشاقِ مأساويةٌ، فلا تقولي لي أن العشقَ له نهايةٌ سعيدةٌ، ولهذا أخشى اسمي، أخشى أنني عاشقٌ، فالعشاقُ دائمًا يموتونَ.