بقلم _ رحاب الجوهري
كُلفةُ الفضْلِ هَيِّنَةٌ، وفُرُوض الوُدِّ متعيِّنةٌ، وأرضُ العشِرَةِ لَيِّنةٌ، وطُرُقُها بيِّنَة، فلِمَ اختار قعود التَّعالي مركباً، وصعود التَّغالي مذهباً؟ وهلَّا ذاد الطَّيرُ عن شجرةِ العِشْرَة، وذَاقَ الحُلو من ثمرِها؟، فقد عَلِمَ اللهُ أنَّ شوقي إليهِ قد كَدَّ الفؤادُ برحاً على برح، ونكأهُ قرحاً على قَرْح، ولكِنَّها مَرَّةٌ مُرَّةٌ، ونفسٌ حُرَّةٌ، لم تَعُد إِلَّا بالإعظام، ولم تُلْق إلَّا بالإجلال، وإِذا استغفاني من مُعاتبتي، وأعفى نفسهُ من كُلف الفضل بتجشُّمها، فليسَ إِلَّا غُصصُ الشَّوْقِ أتجرّعها، وحُلل الصبر أتدرعُها، ولم أغرِهِ من نفْسي، وأنا لو أُعرتُ جناحي طائرٍ لما طِرْتُ إلَّا إليه، ولا وقَعْتُ إِلَّا عليهِ