رحاب الجوهري
ولا أزيد الشيخ علمًا بهراة وأهلها، إنه قد شاهد أحوالهم، وعرف ما عليهم وما لهم، ولم يغب عن ثاقب فطنته إلا القليل. ولكني أخبره بما عرض لها ولهم: فيهم فشت الأمراض الحادة فخبطت عشواء وأفنت رجالًا، ثم جد الغلاء، وفقد الطعام، ووقع الموت العام. فمن الناس لم يطعم أسبوعًا حتى هلك جوعًا، ومنهم من تبلغ بالميتة إلى يومنا هذا، وهو ينتظر نحبه، ليلحق صحبه. ومنهم من لا يجد القوت على كفه حتى يموت، والباقون أحياء كأنهم أموات، ترعد فرائصهم من هذه البوائق. وإن هول السلطان أعظم وأطم، وأمر «المطالبات» أكبر وأهم …