بقلم حنان كيلاني
نَظَرَتْ إليها وهى تلملم ردائها المنبسط شئ فشئ..شَعَرَتْ وكأنها تفتح ثقبا فى السماء لتختفى من خلاله ..تنسحب فى هدوء دون أن تزعج أحد ..تفارق هنا لتذهب للقاء هناك ..ظلت ترقبها فى هدوء ووجوم ..تعجبت حين رأت الحزن يكسو صفحة وجهها..وكأنها تبكى لمفارقة المكان ..ظلت تحملق فيها ..تراءى لها إنها تختنق بحبال من شفق .. وتساءلت.. لماذا ؟..لماذا تتسلين عبر الأفق ؟ وتنسحبين من بين عيون النهار.. تمتطي صهوة ذاك الشفق الأحمر.. وتبحرين ..تبحرين بعيدًا بعيد بلا زورق ولا مجداف..
عيونك حزينة.. وابتسامتك تلوح للشاطئ بالبكاء..
و كلما تتواري خلف قباب السحاب..تغرورق عيون الدنيا بالدموع ؟؟؟ .. ..ظلت تترقبها ..ماذا تفعل حين تمشى بهدوء وتختفى فى مياه البحر.. ابتسمت لها وكأنها تودعها ..اقتربت من أذنيها ..همست لها ..اومأت برأسها وسارت وهى تتمتم ..أعرف ..أعرف أن فى موتك حياة..وفى عتمتك ضياء..وفى فراقك لقاء..أعرف ..أعرف أن فى فقدانك عطاء .. وفى فنائك بقاء..وفى هبوطك ارتقاء ..أعرف ..أعرف كل هذه الأشياء ..لكن مالا أعرفه حين اراك تموتين لماذا أجهش بالبكاء.