بقلم: اسلام سليم مكاوى
تزدهر الأوطان بشبابها، لما لهم من دورٌ مهمٌ في بناء المجتمع متمثلاً بحضاراته وإنجازاته، وتقدمه وتطوره، فهم عماد الوطن والأمة، وهم من يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، كما أنّهم صنّاع القرارات؛ وهم الأيادي العاملة اللازمة لبنائه وإنعاشه، وتحريك عجلة الاقتصاد فيه، وهم محرّك المشاريع التعاونية والتطوعية، يُضاف إلى ذلك كونهم بوصلة الثقافة والتغذية الفكرية، إنّهم الدم الذي يجري في عروق هذا الوطن فيحركه لينهض بين الأمم، فبالشباب تتباهى أوطاننا في محافل العلم وساحات التطور والابتكار، إنهم مِقوَد التغيير الذي يتحوّل من خلاله الفساد إلى صلاح، والظلام إلى نور، والضلال إلى هدى.
لا سيما إن أُنشئ هذا الشباب على المبادئ والقيم الحميدة حيث يعتبر هذا دور المجتمع الرئيسي تجاه الشباب بما يوفرّه لهم من دورات توعويّة لتوجيههم، ومرافق ترفيهية لاستغلال طاقاتهم، ومبادرات شبابية لتسخير قواهم في أبواب النفع، بالإضافة إلى ما يقع على عاتق الأهل من غرس مبادئ الخير والصلاح في نفوسهم منذ الصغر، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلّا ظله، وشاب نشأ في عبادة الله ..”، وفي ذلك خير دليل على أهمية التنشئة الحسنة والتربية القويمة.
على الشباب أن يستثمروا طاقاتهم وجهودهم في خدمة المجتمع والنهوض به؛ والحرص على عدم تبديدها بما لا ينفعهم من مظاهر لهو ولعب تضرُّ بهم، والابتعاد عن رفقاء السوء ومفسدي الأخلاق، كما أنّ عليهم التحلّي بالأمل والتفاؤل فيما هو قادم، والسعي إلى خلق الفرص وترك التقاعس والكآبة ومسبباتهما، فالشباب الناجح هو من يسعى لإحداث التغيير الذي يرغب بأن يراه في المجتمع؛ إيماناً منه بأنّه ثروة اليوم وكنز المستقبل وأساس التغيير.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية