كتبت _ نور عبدالحليم عمر
كثيرًا ما نخوض تجارب حياتية بمفردنا، قد يكون بعضها مؤلمًا ويحتاج إلى الدعم والمُساندة والبعض الأخر لا يحتاج إلا قليل ورُبما قطعًا لا يُشكل فارقًا، وفي المواقف التي نميل إلى اليد المساندة، كثيرًا ما نجد التخلِّي “والخُذلان” فنعزف باليأس قلوبًا وأرواحًا ولكن لا ينتهي الأمر عند ذلك بل يُضفي على الحياة انطفاء ملامحها، نعم الخُذلان ليس سهلًا كما يعتقد البعض، هو فقط ينزع الأمل في البقاء، قد يُشعر الشخص بأنه لا جدوى في بقائه حيًّا بين سائر المخلوقات، قد يُشعره أيضًا بالنبوذ الروحانيّ من ذاتهِ قد يصل الأمر بهِ إلى محطاتٍ شتى كلٍّ على اختلاف الطبائع الشخصية، قد يغير البعض مسارهِ بناءً على موقفٍ تعرض فيه لِخُذلان من شخصٍ أعده جزءً لا يتجزأ منه فيتجه بذاتهِ إلى العزلة والوحدة وفي نفسهِ إحساس الضيق مُسيطرًا واليأس متجمعًا على صدرهِ، كُلٌّ لا حلًا منهم سوى منه، لو أنه خضع لأفكارهِ واندفاعاتهِ النفسية والسلوكية التي بُنيت على نتائج خُذلانية ليست منه وإنما من أشخاص لم يعيروا للقلوب مجالًا لَسقط في بئر التحول والانطفاء، لعل الأمر يبدو للبعض مُعقدًا ولعله يبدو لآخرون على غير ذلك، وإنما الأمر يحتاج اهتمامًا ذاتيًّا ليس إلا أيًّا كانت درجة سهولته أو صعوبته فعليه ألا يترك نفسه لأهواء اليأس والجزع، عليه استغلال الموقف الذي كسر بداخلهِ شيئًا طيبًا جميلًا مُحولًا إياه إلى زيادة الصبر والتجلد، كُلنا مُعرضون كثيرًا على مرار الأيام والشهور والسنوات ومهما اختلفت الأزمان إلى سقطات نفسية بشرية من أُناسٍ قريبين أو غيرهم، ولكن ليس كما نعتقد أن ما حدث أتى في صورة خُذلان لاقتضام وكسر هيأتنا رُبما أتى ليغير مسار الحياة والنفس إلى عدم اعتقاد وانتظار الدعم والمُساندة من الغير والاتجاه إلى الله أولًا ثم الذات، فلا الله يخذل ولا الذات، علك يا من خُذِلت خُذلت لتنجو من شخصٍ كان وجوده كالسم ظللت مخدوعًا فيهِ وأفاقتك فعلته، لا تمتعض لأفعالهم بل قُل حمدًا لله مهما يكن فالله معك أينما كُنت وفي أي حالٍ فقط تذكر ذلك ولا تجزع…