بقلم ـ محمــــــــــــود الحسيني
أمي وان بلغ المشيب عوارضي، سأظل طفلا عندها اتدلل، بهذه الكلمات ابدا حديثي عن فضل الام ورسالتي لامي في عيدها، حيث ان الأم هي بداية النجاح لكل إنسان، فهي التربة الصالحة لنبتة أبنائها وهي المؤثر الأول والمباشر في حياة الطفل، وهي التي تؤسس طفلها منذ ولادته ومنذ بدايته في الحياة، كما أنّها تحملت الكثير من أجل تربية أبنائها ومن أجل وصولهم في الحياة بدون أن تنتظر أي مقابل، وهي أيضاً التي حملت ابنها تسعة أشهر وتحمّلت المصاعب والآلام
فالأم هي أسمى كلمات الوجود وهي كلمة لها سر غريب وعظيم، حيث تنحسر الكلمات وتتساقط الحروف منا ولا نستطيع الوصف حين نذكر هذه الكلمة، كما أن فضل الأم عظيم وكبير ولا يخفى هذا الفضل على أيّ إنسان، ففضلها يتناسب مع تضحيتها وعطائها، ويتناسب مع مدى إخلاصها وحبها، فالأم مدرسة للتعليم، والتربية، والقيم، والصبر، والمثل، والعطاء، فهي التي تربي وهي التي تسهر، وهي التي تدلل أطفالها وتداعبهم وتعطيهم الحبّ والحنان.
ومن هذا المنطلق فإن واجبنا ودورنا تجاه الأم هو الرحمة، والمساعدة، والمساندة، والتكريم، والاحترام، ومن واجبنا أيضاً اتجاهها طاعتها، وبرّها، وإرضاؤها، وإسعادها بشتى الطرق؛ لأنّها هي الوحيدة التي تمنح الحب الصادق والحنان، فكيف لنا أن نستطيع من أن نقلل من شأنها ونقسو عليها أو ندخل الألم والحسرة الى قلبها، بعد كل ما بذلته من بطولات وتضحيات ومصاعب من أجل أن تزرع الأمل فينا، وكذلك نشر التوعية لمنع زجّ الأمهات في دور العجزة، والتي في أغلب الأحيان تكون بمثابة سجن للأمهات.
ولا يفوتني في هذا المقام ان اتوجه برسالة الى امي، فأمّي يخجل الكلام أمامك من أين تبدأ أحرفي، يا نغماً يملأ أرجائي، يا قمراً يضيء في سمائي، يا من أوجب الله تعالى علي برّك والإحسان إليكي، يا من جعل الله تعالى جنان الخلد تحت قدميكي ، يا من تتمنى لي الخير الدائم و النجاح و التقدم المستمر، أبعث إليكِ عبراتي المفعمة بالحب والاحترام، مرفقة بأصدق الدعوات، أبعث لكِ باقات حبي وإحترامي وعبارات نابعة من قلبي، وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن مشاعري نحوكِ، فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق، ولكني لا أملك إلا أن أدعو الله عزوجل أن يبقيكِ ذخراً لنا، ولايحرمُنا ينابيع حبكِ وحنانكِ.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية