كتبت. شيماء احمد مبروك
-استيقظي يا حلوتي ..
وتمتد كفها المعروقة لخصلات شعري تجمعها دنانير ذهبية غالية وتضع تلك القبلة الدافئة فتشرق شمس صباحي، كنت عُقلة أصبع ومشاكلي مثلي الاستيقاظ صباحًا وترك دفئها، عقاب معلمتي أو ربما مشاغبات تلاميذ فصلي، جدتي رسمت خريطة أيامي بطقوسها البسيطة المتجذرة والمتأصلة بأرض روحي.
-فنجان الزنجبيل، كوب الشاي بالحليب، عصير البرتقال جميع ما تصنعي قليل من السكر.
-ولكنه ممنوع عليك طبيبكِ كررها كثيرًا.
-تبًا له، من هو ليقول ويتحكم بي؟ هل سيحمل حزم العلقم نيابة عني ؟!
-لا.
-إذًا إلى الفضاء الرحيب رفات تعليماته السالبة لسعاداتي الصغيرة.
-وماهي سعاداتك تلك؟
تضحك ملء شدقيها حتى يهتز طاقم أسنانها وتهتف كطفلة في عامها الثالث: قليل من السكر لن يضير.
كبرت الآن وكبرت معضلات يومي ومنغصاته شباك تذاكر المترو، مديري في العمل، مدرسي أطفالي، حارس العقار، تذمر، شكوى، سباب مكتوم كرات من نار وأحزمة ناسفة، أصل إلى منزلي لأمرق إلى غرفتي طائرة تفاديًا لخط التذمر الداخلي لتلكز أذني بها قليل من السكر.
يظل يرددها عقلي شاديًا بها ليصل ذروة انتشائه درويش في حضرته فيأتيه التجلي يرفل في عباءته باسمًا ويحل السلام.
فأفعلها ولم لا، بسمة هنا وكلمات هناك يتخللها قطع الحلوى وحقيقة في غلاف من صوص كراميل شهي فتغدو قابلة للاستماع بل والالتهام سريعًا تبدلت معطيات يومي بل يومي بأكمله وعدت إلى منزلي مترنمة وجلست بعض من الوقت دون طيران أو زحف، ليأتي صوت الجميع لي سائلًا: حقيقة أم خيال ما نرى؟
فأرد باسمة: قليل من السكر في كل شيء لن يضير.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية