رشا فوزي
كان لقاء بعد سنين، قمت بدعوة صديقيّ الطفولة والصبا على العشاء بإحدى المطاعم الفاخرة احتفاءا بعودتي من الغربة. طلب الأول صدر بطة بالبرتقال، بينما الثاني اكتفى بكيلو من الكباب والكفتة فقط!
فأذ بالأول تحدثه نفسه باشمئزاز ؛ ” ذلك الشره الطماع، ينهش اللحم كأنه آخر زاده. ”
أما الثاني فكانت نفسه تحدثه ساخرة ؛
” طالما كان أحمق متعالي ومدّعي؛ لا يعرف إلى اللحم سبيلا ويطلب بطا بالبرتقال ”
كنت أنظر لكليهما مبتسما، فهما لا يعرفان بقدرتي على قراءة الأفكار؛ فقد اكتسبتها مؤخرا، وأتساءل ” كيف سيكون رأيهما عني؛ وأنا أتناول لحمهما آخر الليل؟!”
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية