بقلم: نادرة سمير قرنى
يولد الإنسان على الفطرة الخيرة لا يعرف ما معنى الشر أو الفساد, وعلى ديانة والديه يكون سواء أكانت ديانتهم الإسلامية أو المسيحية أو حتى اليهودية أو غير ذلك, وكل ديانة من هذه الديانات أياً كانت تقوم على مجموعة من المبادىء والقيم والفضائل والمعتقدات التى ترشدنا إلى طريق النور والحق, تهدى سبيل كل منا فى حياته, وبهذه الديانة التى يعتنقها كل منا يتمكن من حل مشكلاته؛ ذلك لأن الدين هو الطريق إلى الله, الطريق إلى السعادة والراحة النفسية, به تنحل العقد وتتفرج الهموم ونتغلب على صعاب الحياة ومتاعبها, ويختلف كل منا فى درجة إيمانه فللإيمان درجات.
وبالدين نصون صلة الأرحام ويبقى الود والسلام والمحبة بين الناس فى ربوع الأرض, وبالدين نكتسب العادات السليمة والصحيحة, ونتعرف العادات السيئة والخصال البذيئة, وبالدين ندرك عاقبه المقصرين وجزاء الملحدين والمهاجرين لدينهم, وقد جاء ديننا الإسلامى بالعديد من الآيات الكريمة التى توضح مدى سخط المولى عزوجل وعقابه لمن يسير فى طريق الضلال ويتبع العادات السيئة, وقد جاء فى المصحف الشريف العديد من الآيات التى توضح غضب المولى عزوجل على كل أثم, فقد جاء فى سورة الأعراف الآية 85 قوله تعالى:
وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (85( صدق الله العظيم
فهذه الآيات تحث على عدم السرقة فى الموازين, وعدم الإفساد فى الأرض والعبث فيها, أما فى سورة الإسراء الآية 32, فقد حرم المولى عزوجل الزنا مؤكداً على عاقبة الزانى والزانية فى سورة النور بأن عقابهم الجلد مائة جلدة, قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿٣٢ الإسراء﴾), كما قال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴿٢ النور﴾
كما حرم المولى عزوجل قتل النفس التى حرمها إلا بالحق, والآية الثالثة وثلاثين من سورة الإسراء توضح ذلك فى قوله تعالى﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾.
فالدين هو الدستور الذى ينظم حياتنا هو المنهج الذى نسير عليه فى رحلة حياتنا وحتى مماتنا, فلا يوجد مجتمع صالح ومتقدم دون دين؛ ذلك لأن الدين هو الذى يضع القواعد والأنظمة وأساليب العقاب, وبه ينشأ الأفراد الصالحين الذين يسعون لهداية كل ضال فى المجتمع, ولكن ما المشكلة؟؟؟؟؟؟؟؟ المشكلة إن الكثير منا فقد الاهتمام بالجانب الدينى فى حياته, فسار ينشر فى الأرض الفساد بكل أشكاله وألوانه, هناك من يظلمون الناس وهم يعلمون ذلك, وهناك من يقدمون الرشاوى من أجل إنهاء أعمالهم بسهولة, وهناك من يسب الدين وكأن الدين صار شىء دون قيمة أو كتاب موضوع على الرف, أو خانة موجودة ببطاقته الشخصية, وهناك من يزنون وهم يعلمون عاقبة الزنا والأسوء فى الموضوع أن الكثير من هؤلاء هم رجال متزوجون ونساء متزوجات.
لقد استبحنا كل ما حرم الله, وهمشنا ديننا, وصار الدين كتاب يحفه التراب على الأرفف, لم نحاول أن نقرأ آياته ونتدبرها فنعلم ما هو الصواب وماهو الخطأ, لقد صرنا مجتمع مغيب يسعى خلف نزواته وشهواته, تحكمه الأغراض الشخصية, وتسيره كم العلاقات, لقد فقدنا ديننا وفقده أبنائنا من خلفنا فصار الحرام حلال, إن الدلائل كثيرة على ما أقول تأمل الناس فى شهر رمضان والذى كان له رونقه وهيبته من قديم الزمان, لم يعد شهر رمضان كما كان وبدأنا نرى إناس يتناولون الماء والعصير والطعام فى نهار شهر رمضان دون أدنى عذر لإفطارهم والأسوء أن أغلبهم من الشباب صغار السن.
إننا بحاجة إلى نلجأ إلى خالقنا, علينا أن نفتح كتابنا ونتدبر آياته ونسير على هدى الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) والذى قال: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنتى.