كتب _ أشرف الشرقاوي
شهدت مدن العالم تطورات سريعة، و تغيرات مختلفة في كل المجالات، نتجت عنها مفاهيم تصب كلها في وعاء التنمية المستدامة. المدن الجديدة المستقبلية كالعاصمة الإدارية، ضرورة تُفرض على العالم للتوجه نحو مدن ذكية حديثة و مستدامة. فهي مدن لم يكن الهدف الأساسي من انشائها هو الاسكان فحسب أو تخفيف الضغط عن المدن الرئيسية الكبري القائمة، بل كان هدفها الوصول بهذه المدن إلى العالمية بتطبيق معايير وإستراتيجيات تُطبق بركائز الاستدامة، فهي مدن ظهرت بحلة جديدة، و أسماء تنسب إليها تختلف معانيها حسب هدف انشائها، قد تكون هذه المدن اقتصادية، مالية، بيئية……..إلخ. فرغم اختلاف معانيها و أهدافها إلا أنها تعتمد كلها على المواكبة العصرية لكل متطلبات الحياة و الاعتماد علي الطاقات المتجددة في كل مناحي الحياة، ، تستثمر أفرادها،تؤدي اقتصادها على أكمل وجه داخل و خارج الوطن، توفر فرص العمل و تمتص البطالة، تلبي حاجيات سكانها و تضمن الحياة الكريمة لهم.كل هذه المواصفات تحملها المدن الجديدة المستقبلية، التي ُتبنى بمعايير و اسراتيجيات تخطيطية. تطور مفاهيم المدينة قائم على تطور مفاهيم الاستدامة في السنين الأخيرة للتحول إلى جملة من السياسات و الاستراتيجيات التخطيطية الواجب الالتزام بها من قبل الجهات المعنية في البناء و التصميم و التنفيذ. فسبب نجاح الدول في تجاربها العالمية في انشاء المدن الجديدة هو حسن استغلال هذه الدول لثرواتها الطبيعية من طاقات متجددة لضمان بيئة نظيفة ، بالاضافة إلى تطوير البنية التحتية للقيام باقتصادها و تنمية مجتمعاتها. على عكس دول أخري الغنية بثرواتها و الفقيرة في خبرتها في انشاء المدن الجديدة. فالتخطيط الجيد والفهم والحداثة ومواكبة العصرعنصرا هاما في سياق التحول نحو نموذج مستدام. ، و يجب تطبيق ركائز التنمية المستدامة للنهوض بالإقتصاد مستقبلا في اعتمادها على سياسة التخطيط الجيد وإستغلال كافة الموارد الاستغلال الأمثل وكيفية ايجاد العناصر البديلة الفعلية في تحقيق ذلك، و هو من أجل المحافظة على المواردها النابضة و استغلالها و إدارتها بكفاءة عالية بغرض دعم مسيرة التنمية المستدامة. كما أنه من الضروري التفكير في تحديد اتجاهات التنمية العمرانية للتجمعات العمرانية باعتبارها الإطار الذي من خلاله يمكن تحقيق عملية التنمية الشاملة للإنسان والعمران معاً آخذين بعين الاعتبار تحديد مفهوم التنمية في إطار إستراتيجية تقوم على فكر متطور ونظرة تتصف بالاستمرارية والشمولية والواقعية والبيئية والعلمية وتضمن تحقيق تنمية عمرانية شاملة متوازنة تسعى للارتقاء بالمجتمع وتكون أساساً لرفع مستوى معيشة الفرد من كافة الجوانب العمرانية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك في إطار الموارد والإمكانيات المتاحة ومن خلال تنظيم استعمالات الأراضي وتوفير الخدمات الحضرية ودعم الأنشطة الاقتصادية لاستيعاب معدلات النمو الحضري المستقبلي