رانيا ضيف
أبعث بباقة ورد ومحبتي وقبلاتي فى اليوم العالمى للمرأة لكل أنثى تعتز بأنوثتها، وتعتد بنفسها، وتدرك قيمتها، وتقدر ذاتها فى هذا العالم الفسيح .
عزيزتي المرأة أنتِ لست نصف العالم، بل أنتِ قلب ووجدان وعقل العالم بأسره، أنت جوهرة التاج، ودرة العقد، بكِ تتقدم الشعوب وتنهض الأمم أو لا تقوم لها قائمة .
أنت سر عظيم، وتركيبة فريدة من الحنان والاحتواء، والحكمة، والذكاء، والنعومة.. غذاؤك المحبة، وإنفاقكِ حب ومودة .
عزيزتى حواء؛ لك الفخر أنك أنثى، افتخري دوما بذاتك، فأنت نور الحياة، ورقتها، وجمالها. استوحش آدم وهو فى الجنة، ولم يسكن ويسعد سوى بوجودك جانبه !
أنت من أوصى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع قائلا :(استوصوا بالنساء خيرًا )، وهو القائل : (رفقًا بالقوارير )، وهو من قال :(لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات).
قدرك عظيم أيتها الكريمة، فكوني دائماً معتزة بنفسك، عالمة بقدرك، وبقدرة الخالق التى أودعها فيك؛ فخصك بالرحم الذى اشتق الله اسمه من اسمه الرحمن، فنفخ فيكِ الأرواح، وأودع بقلبك الحنان والمحبة فى أعظم صورهما فجعلك أم .
عزيزتي؛ لك أيادي بيضاء فى تقدم هذا العالم، فلم تتفوق المرأة في سائر ميادين الحياة، وقيادة الدول والجيوش فحسب؛ بل حصلت على نوبل فى كافة المجالات .
فحصلت (مارى كورى) على نوبل في الكيمياء عام ١٩٠٣، والفيزياء عام ١٩١١، كما حصلت ابنتها (إيرين كورى) على نوبل في الكيمياء بالاشتراك مع زوجها الفرنسي (فريدريك يوليوت عام ١٩٣٥، كما حصلت المرأة على نوبل في السلام كالفتاة الأفغانية (مالالا يوسفزى)، والتى دافعت عن حق الفتيات في التعليم ضد بطش (طالبان)
كما حصلت (سلمى لاغروف) الروائية والكاتبة السويدية على نوبل فى الأدب عام ١٩٠٩.
ولم تحصل المرأة على نوبل فى الأدب فقط، ولكنها قد أحيت الأدب على مر العصور: فكانت المرأة ولازالت مادة خصبة لكتابة الشعر والروايات، ودافعا للشعراء للتغني بها وبحسنها وحبها، فاكتظ الأدب بقصص العشاق وأشعارهم، كجميل وبثينة، وعنترة وعبلة، وروميو وچوليت، وكانت هناك السجالات الأدبية، والرسائل مثل تلك الرسائل التى استمرت عشرين عاما بين مي زيادة وجبران خليل جبران، وكذلك رسائل كافكا لميلينا، وغادة السمان وغسان كنفاني .
كذلك الكاتبة والمفكرة الفرنسية والناشطة السياسية (سيمون دى بوفوار ) وحبيبها سارتر، والتى اشتهرت كذلك بكتابها “الجنس الآخر “، والذي كان عبارة عن تحليل مفصل حول اضطهاد المرأة، وبمثابة نص تأسيسي للنسوية المعاصرة فكان لزاما أن نعرج باسمها فى هذا اليوم تكريمًا لجهودها
فى دعم المرأة، رغم استهجان المجتمع حينها ورفضه للكثير من أطروحاتها .
ولا يمر ذكر المرأة إلا ويُذكر نزار قباني، فلطالما غنى بقيثارته للمرأة فقال:
– أحبكِ في كل يوم ثلاثين عاماً،
وأشعر أني أسابق عمري،
وأشعر أن الزمان قليل عليك،
وأن الدقائق تجري،
وأني وراء الدقائق أجري..
وقال:
أيتها الأنثى
التي في صوتها تمتزج الفضة .
بالنبيذ
بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها
يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى
التي يختلط البحر
بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون مشاغباً
أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنوناً وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي مسؤولة عن ذلك
الجنون ..
ولعلني جائرة يوم أذكر شاعرا معاصرا، ولا أذكر أسلافي من العرب الكرام، حين ضربت لهم القباب يوم ذكروا المرأة في أشعارهم، ولعل شعر عنترة يشفي الغليل:
ولولا فتاة ٌ في الخيامِ مُقيمَة ٌ
لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ
مُهفْهَفة ٌوالسِّحرُ من لَحظاتها
إذا كلمتْ ميتًا يقوم منْ اللحدِ
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري
فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
فولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها
وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد
وسلتْ حساماً من سواجي جفونها
كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ
ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ
أتدرين ماذا قالوا عنك أيضا يا عظيمة ؟
(قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله). “فيكتور هوجو”.
وقال عنكِ (ديكارت) هي الفكرة، ووصفك (ماركس) بالآلة، وأقر (هيجل) بأنك القانون، وأشار (فرويد) بأنك العاطفة، ونعتكِ (نيتشيه) بالنعيم، وأثبت (نيوتن) بأنك الجاذبية، وبفلسفة (شكسبير) فأنت الجنون .
فيا رمز المحبة، والحنان، والألفة، والمودة والسكن، والجمال، والحسن، والنعومة !
سلام عليكِ أيتها العظيمة فى كل مكان وزمان .