كتب_محمدفوزي الغزالي
في عام 323 قبل الميلاد أرسل “كليومينيس” نائب الإسكندر الأكبر الذي عين على الإسكندرية عملة لملكه عليها أسوار المدينة ولكن لسوء حظه مات الإسكندر قبل أن يرى “درة مدنه ” وحواضرها التي أصبحت سيدة البحر المتوسط وقبلة العالم الهلينستي .
وقد خلفت المدينة العديد من الآثار ومنها ” عمود السواري ” وهو من الآثار المتبقية في المدينة حتى الآن، هو نصب تذكاري روماني أقامه ” بوستوموس ” وهو آخر الآثار الباقية من السيرابيوم “معبد الإله سيرابيس” .
(وصف العمود)
هو مصنوع من الجرانيت الأحمر قطر القاعدة 20.70م والتاج 2.30م وارتفاع العمود الكلي 27 م ولم يكن الجرانيت موجودا بالإسكندرية وكان يأتي من أسوان عن طريق الترع .
والجدير بالذكر أن، يوجد تمثالان لأبي الهول من الجرانيت الوردي أحدهما يؤرخ لعصر بطليموس الرابع وآخر من الجرانيت الرمادي بدون رأس يؤرخ لعصر حور محب من الأسرة الثامنة عشرة .
ومن جانبه ، يتكون العمود من 3 أجزاء ومهشم عند القاعدة في الجهة الجنوبية الشرقية ، ويوجد تمثال الملك بسماتيك الأول من الأسرة 26 من الجرانيت الأسود تمثال الملك رمسيس الثاني مفقود الرأس من الأسرة 19 من الجرانيت الأحمر وتمثال آخر لرمسيس الثاني من الجرانيت الأسود وهو راكع .
ويذكر أن، أطلق عليه عدة مسميات ففي الحروب الصليبية عرف باسم ” عمود يومي ” لاعتقاد الأوروبيون أن رأس القائد بومي قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة وضعت فوق تاج العمود .
وتعود تسمية العمود بالسواري إلي عصر العرب كان يوجد بين 400 عمود تشبه صواري السفن أطلق عليها ساري الساري ثم حرفت إلى عمود السواري وألقي صلاح الدين عددا كبيرا من الأعمدة لعمل تحصينات للأسكندرية وعثر عليها في الميناء الشرقي .
ومن المقرر أن، أقيم هذا العمود لتخليد ” الإمبراطور دقلديانوس “، حيث كان هناك ثورة في الإسكندرية واخمدها ” دقلديانوس ” وقضي عليها ،ودمرت وقتها أجزاء من المدينة وأرسل دقلديانوس معونة للسكندرين بسبب نقص المواد الغذائية ومنها شحنة القمح المرسلة من روما وبذلك أقام السكندريون له هذا العمود اعترافا بالجميل .
و كان يوجد نقش في الجانب الغربي من قاعدة العمود نقش مكتوب عليه ” إلي الإمبراطور العادل الاله الحامي للإسكندرية دقلديانوس الذي لا يقهر أقام بوستوموس والي مصر هذا الأثر “.