سيد أفندي ومصاريف شهر رمضان

 

بقلم السيد عيد

كل عام و أنتم بخير داخلين على الأيام المباركة وشهر رمضان
خبطة علي نفوخ جناب سيد افندى من إيد حرمه المصون التقيلة،صحي سيد أفندي من نومه العميق، مذعورا، مضطربا، اسيقظ سيد أفندى من نومه قلقا, يشعر أنّ شيئا ما سوف يحدث اليوم, ولأنه لا يؤمن بالتشاؤم لم يهتم بهذا الإحساس , ومع ذلك شعر أن شيئا غير طبيعى يحدث فى البيت , وما إن خرج من غرفة نومه حتى فاجاه ترتيب البيت وتنظيمه على غير العادة فأغمض عينيه ثم فتحها للتأكد انه فى بيته صارخا: إيييه فى ايه ليجد حرمه المصون تقول له كل سنة وانت طيب وتطالبه بياميش رمضان وبط ومحشى لفطور أول يوم رمضان .

سيد أفندي قاعد و ماسك الورقة والقلم وعمال بيحسب الحسابات عشان مصاريف شهر رمضان وعمر الحسابات ما ضبطت بالورقة والقلم ولكن سبحان الله طول عمرها بتظبط في الحقيقة ببركة ربنا لأن حسبة ربك غالبة.

سيد أفندي سرح في خياله وهو بيفتكر رمضان زمان و هو في حضن الأهل و الأحباب وهو يشاهد بكار وعمو فؤاد و نيللي وشريهان وخواطر الشعراوي وابتهالات النقشبندي و الإفطار على صوت الشيخ محمد رفعت والمسحراتى شهر رمضان له واقع خاص في عقل ووجدان سيد افندى فهى روحانيات وطقوس ممتزجة بالأصوات والألوان المبهجة، والروائح العطرة الممزوجة بالتواشيح والابتهالات، والتي لا تزال عالقة في ذهنه مهما غيبتها السنون والأعوام.

فاكر يا سيد صلاة التراويح فاكر المسحراتى وزينة رمضان
فاكر يا سيد أول يوم رمضان ده بيكون الكل قاعد بيفطر مع بعض ولمة العيلة وأجمل ثلاثين يوماً في السنة، وأبواب الرحمة تفتح، ودعوة صادقة لا ترد ولكن للأسف الآن نرى الأسرة الواحدة تجر العديد من العربات محملة بالأغراض والمواد الاستهلاكية، والشنط في طابور، وكأن ثقافة هذا الشهر الفضيل بالشراء المبالغ فيه، فلا يقتصر إسراف على الإنفاق على شراء الطعام وإنما تناوله أيضاً فقد تشتري الأسرة الواحدة كميات هائلة من المواد الاستهلاكية والطعام والحق أن شهر رمضان شهر عبادة وليس شهر تناول الطعام، شهر رحمة وغفران وإحساس بالآخرين ومعاناتهم، فلحظة الإفطار هي فرح بموعد الإفطار وليست لحظة تناول مالذ وطاب وكأننا فى ماراثون تناول الطعام والانتقال من طبق إلى آخر مابين قطايف وكنافة وبسبوسة حتى آذان الفجر. ويرجع هذا النهم في الأكل إلى التصور الخاطئ، وهو أن الصائم لا يأكل طوال النهار، ومن حقه أن يعوض ذلك الحرمان بأكل كميات إضافية عند الإفطار فنجد سيد افندى وقد أصابه تخمة الأكل والمصاريف .

ما نشهده من أمور غريبة تثير الضجر في قلوبنا، فما جاء رمضان لنكون فنانين في إعداد أصناف الطعام . رمضان يذكرنا بأن هناك فقيرًا مات دون عشاء، وآخر نهض دون إفطار .
لصيام رمضان حكمة يجب أن تتجلى في أمور كثيرة، كشكرنا لله على نعمه وأنه بلغنا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

سيد أفندي ومصاريف شهر رمضان
Comments (0)
Add Comment