“العين”
كتبت / رشا فوى
كان شديد التأنق ببدلته السوداء، تلمع في عروتها عين بلاتينية، يتطلّع لصورة معلقة على الحائط، لفتاة شابة ذات عينين تشيان بحزن دفين، وُضِع على إحدى زواياها شريط أسود رفيع، عندما وصله صوت من خلفه متسائلا؛
– مَن أنت؟، وماذا تريد؟!
التفت له متكلفا ابتسامة:
– لدي رسالة من المغفور لها فيروز هانم!
– زوجتي؟!، لكن كيف؟!
وقبل أن يدرك كانت مطواة حادة قد اخترقت قلبه مرتين، بينما يهمس المتأنّق في أذنه:
– جزاء قتلك لها لترثها.
وهم بالانصراف مسرعا، إلا إنه لم يفته الانحناء مودعا الصورة التي كانت تزيّن عنق صاحبتها سلسلة رقيقة يتدلى منها عين بلاتينية، مرسلا قبلة في الهواء لشفتيها المنفرجة عن شبح ابتسامة!