رشا فوزي
كان حفل العرس في أوجّه، بينما كانت تجلس هي وخاصتّها في كامل أبّهاتهم حول إحدى الطاولات المنزوية، تضع ساق على ساق، تنفث دخان سيجارتها في الهواء قبل أن تتحدث كمن يلقي محاضرة علمية:
– علام كل هذا الاستعجال والتلهّف على الزواج؟!، ما زالت البنت صغيرة، أه لو تدرك أن الزواج للنساء مثل النار للفراشات؛ تجذبهن وهجها ودفئها وفي النهاية لا ينوبهن منها سوى الاحتراق فيها.
تعالت ضحكات المجاملة حولها رغم بشاعة التصوير .
انتهزت لحظة غفلة من المحيطين بها والتفت إلى ابنتها التي تجلس بجوارها وهمست مستنكرة:
– لماذا لا تقومين وترقصين مع العروس وصديقاتها عسى أن يراكِ ابن الحلال؟!
– ما زلت صغيرة يا أمي على هذا الكلام.
– ألستِ من سن العروس، وها قد تزوجت!