كتبت_هبة حسان
الحب شعور إنساني جميل يمر علي قلوب جميع البشر مهما إعتقد الإنسان أنه قوي ذو قلب غليظ متجمد المشاعر فلاسيما مرت عليه هذه المشاعر وحركت نبضات قلبه ،
فجميعنا لا ننكر وجود الحب وهذا الشعور الغريب الذى ينبع من داخل الإنسان لإنسان آخر دون غيره ويسيطر عليه كليا
يدور فقط في فلك المحبوب وهذا شعور جميل نعيشه ،ولكن ليس بالضرورة الاستمرار فيه وتكوين حياة من هذا الحب فقط .
الحب مهم قطعا ولكنه ليس شرط أساسي لنجاح الزواج لأنها مجرد مشاعر تجاه شخص معين وقد تتغير هذه المشاعر بمرور الوقت ،
وقد يأتى الحب بعد الزواج من المعاشرة وهنا يتبين لنا
قول الله تعالي :
“مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ”
لماذا لم يذكر القرآن الحب وذكر المودة ؟
لان الحب شعور عابر والمودة أعم من الحب لانه شعور يتقلب من وقت لآخر بين القلوب أما المودة فهو شعور دائم يأتي بالمعاشرة الطيبة ومراعاة الله في الطرف الآخر حتي وإن بغض أحدهم للأخر لايقهره ويراعي حدود الله في معاشرته ،ومن هنا تستقيم الحياة الزوجية وتستمر بالود والتراحم والمعاملة الطيبة
لذلك نتحدث هنا عن بعض النقاط التي يجب أن نضعها نصب أعيننا عند إختيار شريك لحياتك” فالحب وحده لايكفي”
لانه يبني علي اختيارك هذا حياة الآخرين غيرك أسرتك والأولاد فيما بعد فهذا الإختيار أمانة لديك ،
الإرتباط يعتبر من أخطر وأعقد القرارات للانسان علي الإطلاق وذلك لأهمية نتيجة هذا الارتباط وهى الأولاد لذلك فالخطأ في الاختيار يعد خطأ كارثي يسبب تعاسة دائمة للأسرة كاملة لذلك لابد من وضع أسس مهمة في إختيار الطرف الآخر وهى
1_ التمهل وعدم الاستعجال في الإختيار _
2_التفكير السليم والمتأنى وأخذ الوقت المناسب للوصول لقرار سليم
3_تحديد شروط مناسبة لإختيارك لشريك الحياة بشكل علمي وموضوعي وواقعي ويأتي ذلك عن طريق مصارحة النفس لما هو أهم لديها حسب تطلعات كل فرد وما يرتاح له فالبشرطبائع وفئات ولابد أن أسأل نفسي …أنا عاوز ايه ؟ أخلاق أو جمال أو حسب أو مال أوإحترام….
فهناك من تريد شريك الحياة ذو أخلاق حسنة ولا يعنيها المال وأخرى تختار المال أهم،وهناك من يبدى الإحترام المتبادل أهم من اي شيئ وقليل من يجمع المال ودماثة الأخلاق معا كلا حسب أولوياته وعلينا أن نسلم انه من الصعب تغير الأخلاق لشخص بعد الزواج فكلا حسب تربيته وما نشأ عليه راسخ داخله لذلك لا تتساهل في شروط إختيار شريك الحياة فلابد من إعمال العقل في الاختيار ولا ننساق وراء المشاعر فقط أو القلب فقط
《فالحب وحده لا يكفى 》
ونبحث في إختيار شريك الحياة علي الآتى:
أولا : البعد الدينى والأخلاقي
قال صلي الله عليه وسلم
<<إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة وفساد عريض»،
ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ”
يتضح لنا أن الأخلاق والدين لكلا الطرفين شيئ أساسي ومهم لأن بهذا الشرط سوف يتقي الله في معاشرة الطرف الآخر ومن هنا يكون أول شرط للزواج الإسلامى المودة والرحمة فتستقيم الحياة الزوجية
وذلك هو البعد الديني في الإختيار
ثانيا:البعد الإجتماعى
لابد من مراعاة تناسب البعد الإجتماعي في إختيار شريك الحياة وذلك يكون من خلال تناسب الطبقة الاسرية للطرفين اى البحث عن النسب المناسب والأصل الطيب حتي تقام العلاقة علي الإحترام والإلتزام بعادات وتقاليد متقاربة لبعض أي أن لا يصح لشخص شرقي ملتزم بعادات الشرق أن يتزوج باجنبية تختلف الطباع والأصول والتربية لذلك لا تنجح العلاقة بين طبقات إجتماعية مختلفة الطباع والعادات . ثالثا:المستوي العلمى
لابد ان يكون المستوي العلمى مناسب لكلا الطرفين ولا يحبذ في الإختيار أن تكون الزوجة أعلي مكانة علمية من الزوج لأنها لن تستمر العلاقة مهما كانت درجة الحب والتفاهم لأنه من المؤكد أن يكون هناك إختلاف في التفكير دون أن تشعر لذلك يفضل أن يكون الزوج أعلي مكانة علمية أو متساوي علميا مع الزوجة لتفادي الصدام الفكرى وهذه من أهم المشكلات التي تواجه الأزواج وتؤدي إلي الطلاق في كثير من الأحوال .
ثالثا :البعد المادى
طبعا الحياة لها صعوبات ومسؤوليات كبيرة والمادة تلعب دورا كبيرا في إستمرار الحياة علي مستوى يليق بالطرف الآخر،
أى أن لابد أن يكون الزوج علي مستوي مناسب ماديا لديه عمل مناسب ويقدر أن يوفر حياة كريمة لأسرته ومن ينظر لهذا ليس عيب وإنما تحديد لشكل الحياة وهل سوف يكون مناسب لمستوى الطرف الآخر وليس من الضرورى أن يكون علي مستوى مادي فخم وإنما لابد أن يكون علي قدر من تحمل المسؤولية،
ينشأ أسرة سوية ويتحمل مسؤولية تربية أبناء في مستوى مناسب لهم.
رابعا:البعد النفسي
اى إختيار شخص خالي من العقد النفسية ويتمتع بفكر مرن غير متعصب ولا متجبر يكون حكيم في قراراته يتقبل لغة الحوار من الطرف الآخر ويقدر فكره وعقله .
خامسا:القدرة علي توفير الأمان للاخر والدفاع عنه ضد اى مكروه يسبب له أذى
فالاحساس بالأمان مع الزوج يجعل الزوجة دائما في حالة ثبات إنفعالي تستوعب أى مشكلة تتعرض لها لانها علي ثقة أن لديها من يحميها ويقف سند لها فتسير بخطى ثابتة وواثقة بنفسها وهذا ينعكس علي تربية أولادها تنشئ جيل قوى صاحب قرار واثق في نفسه خالي من المشاكل النفسية.
ومن كل هذا يكون الإختيار موضوعي وصحيح وينبئ بحياة سليمة متوازنة .
الإختيار صعب لكل إنسان يحلم بتكوين أسرة جديدة لذلك اهتم كثيرا لاختيارك .
( حب ومودة واحترام واخلاق وعلم )…..كلها أشياء مطلوبة للحياة الزوجية السليمة.