اللبلاب

كتبت/سهام سمير
يعرف معظمنا عن اللبلاب معلومة أو أكثر، وغالبا نصف به العلاقات المستغلة، والسامة ،للمصادفة إن بعض أنواع اللبلاب سامة فيما يستخدم بعضها فى العلاج.
“منه الداء والدواء”
كعادة جل ما يحيط بنا إن لم يكن كله، الكون يضج بالمتناقضات.
فمن نقترب منه، نبتعد بنفس المقدار أو نبعد من طريقه، وما نرغبه بشدة نزهده أو نكتفي منه.
ما الذى يصل بنا الى حافة الزهد فى الأشياء؟!
أننا رغبناها بكل ما اوتينا من حماس وقوة، فلما استعصت علينا ابتعدنا، أو أنها أتتنا على طبق من فضة دون تعب او بذل مجهود فيها.؟
إن كان هناك درسا أتعلمه كل يوم بلا ملل: ولا نهاية لتعلمه: فسيكون: حاول أن تعتدل ،اياك أن تتعلق ،من فقدوا الشغف بالاشياء كانوا أكثر الناس التصاقا به.
مؤخرا شاهدنا فيلم SOUL
وقف البطل فى مشهد أعتقده الاهم فى الفيلم كله يسأل صاحبة الفرقة الموسيقية التى عزف فيها للتو والتى كان يراها حلما بعيد المنال واقصي طموحاته ان يصل لهذه القاعة ويعزف للجمهور.
سألها: وماذا نفعل غدا؟
أجابته ما فعلناه اليوم. دهش لاجابتها، توقع ان تقول له شيئا جديدا كالذى فعلته اليوم لكنها اخبرته انه سيعيد ما فعل،وان حلاوة المرة الاولى انتهت اليوم ومنذ الغد أنت دخلت مرحلة الاعتياد.
لذا ان كان عندك حلما، فالافضل ان يكون هناك حلم اضافى، خطة بديلة واكثر من اتجاه للسير.
تعلم ما يحدث حين تتخذ مسارا واحدا؟ ستعيد ما تفعله كل يوم.
أما ان تكون طموحا، فليس عيبا، العيب أن تتسلق الاخرين وفقا لطموحك هذا، أن تسمم حياتهم وتضعهم تحت ضغط تحقيق رغبة أو حلم يتعلق بك.
حين تتبع مسار شجرة اللبلاب، تجدها تتسلق الحوائط الفارغة، البعض يستخدمها كديكور، فيأتون بقطعة خشبية لتتسلقها اللبلابة وتلتف حولها.
يشبهون شجرة اللبلاب بشجرة ورق العنب، لأوراقها نفس الشكل المخروطى او المثلث، لكنها ليست بطعم ورق العنب وهذا جوهر الموضوع، اللبلاب يتسلق ليمتص من روح الشجرة أو الحائط، فيصبح مسخا لا هو احتفظ بكينونته ولا هو أصبح ورق عنب او حائط او شجرة تثمر قد يستظل بها الناس من شمس محرقة أو يتلمسون بين حفيف اغصانها بعض النسمات.
إنه الكائن الذى يصر على التمحور حول ذاته، أو الالتصاق بغيره والاعتماد عليه كلية فى إسعاده أو التخفيف عنه، ولا أحد يعرف مصير الحائط المخفى عنوة أو الشجيرة التى تقزمت بفعل تسلق اللبلاب عليها.

Comments (0)
Add Comment