كتبت/اماني عز الدين
عاد الصغير من مدرسته وارتمي في حضن امه وظل يبكي ، انتاب أمه الذعر و حاولت ان تفهم ما به,أخبرها ان يومه كان الأسواء علي الاطلاق ، فلقد قامت معلمته ببعض الأنشطة الرياضية للأولاد ولكنه لم يحقق المركز الأول ولم يحصل علي تقدير معلمته ولا علي الجائزة .
هنا احتضنته أمه وقالت له ، هل سبق وحكيت لك حكاية الجارية والسلطان ؟
أجابها الصغير لا..
فقالت له في زمان غير زماننا وببلاد بعيدة جدا كان هناك
جارية تأتي وتحكي للسلطان حكاية ،
في يوم من ذات الأيام شعرت الجارية بالضيق ، وقالت : مولاي وسلطاني العظيم قد قصصت عليك الف قصة وقصة الم يصيبك الملل؟!!
أجابها ان كل ماحكته كان مشوق للغاية ..
فقالت ألا تتمني أن نتشارك شيء اخر ؟؟!!
هل تمانع حل الالغاز والفوازير ؟!!
كان لتلك الجارية مكانه خاصة بقلب سلطانها فلم يعارض مطلبها ، وقبل ان يشاركها مزاحها والغازها ..
اقتربت الجارية من مجلس السلطان وسألته ..
لو ان اثنين من رعيتك يا مولاي تسابقوا بان ركضوا حول القصر ، قطع الأول دورتة كاملة في نصف ساعة اما الثاني قطعها في ثلث ساعة تري أيهما يكون هو الأسرع والأقوى والأفضل؟
أجابها السلطان هل تحتاج تفكير طبعا الثاني
عادت الجارية تسأل سلطانها
وإن قلنا ان الأول كان يركض علي الرمل والحصي اما الثاني فكان يركض علي العشب
أجابها السلطان هنا نقول: أن الأول افضل بدنيًّا من الثاني و هو الفائز بلا شك لأنه بذل مجهود أكبر ..
عادت تساله ولكن يا مولاي الاول بلغ من العمر عشرون سنه اما الثاني فعمرة خمسة واربعون
أجابها السلطان بهذا يكون الثاني هو الفائز ..
قالت وان عرفنا ان الاول وزنه سبعون كيلو اما الثاني فوزنه مئة وعشرون ..
اجابها السلطان هنا تكون الأفضلية للثاني ويكون هو الفائز ..
ظلت الجارية علي هذا الحال والسلطان مرة يقول الاول ومرة يقول الثاني ، هنا قالت له الجارية ..
مولاي وسلطاني العظيم أرأيت كلما عرفنا تفاصيل اكثر عنهما يتغير معنا الحكم على الأفضلية ..
كذلك يا صغيري هي نفس السطحية عندما تقارن نفسك مع أحد مهما كان ..
عندما تكون متأخرا مع من هم في عمرك فهذا لا يعني انك اقل منهم ..
بل ربما تكون أنت اعلى بحسب الظروف في حياتك .. وهم المتأخرون ..المقارنة الوحيدة العادلة هي ، مقارنة نفسك الأن بنفسك قبل فترة ..