بقلم السيد عيد
ثياب ممزقة لا تسمن ولا تغنى فهى لا تحمى من حَرٍّ ولا تدَفْع بَرْدٍ، ممزَّقةٌ بشكل مقزز فتمزَّقَ معها الحياءُ، وذهب معها هيبة الأخلاق.
ان الالم يعتصر قلبي في كل يومٍ مراتٍ ومرات لما اراه من ضياعٍ وشتاتٍ للقيم والأخلاق لدى كثير من الشباب .
فلم تعد الملابس القديمة والممزَّقة والمرقَّعة من سمات الفقراء الذين يشكون ضيقَ العيش، وقلة ذات اليد، بل أصبحت تلك الملابس دليلا على الترف والغنى فيفتخر الشباب بلُبسها، ويتباهون بها في الشوارع العامة التي ضجَّت بالمغريات، وارتفعت فيها نِسَبُ التحرُّش وانعدام الأخلاق وكشف العورات، وتدمير المجتمعات.
كثيرًا ما يلفت انتباهي وأنا أسير فى الشوارع عدد من الشباب فى مراحل عمرية مختلفة، وهم يرتدون ملابس غريبة ومثيرة للانتباه والإشمئزاز أحيانًا، بمثل هذه الملابس المثيرة، أو بقصات الشعر الشاذة.
إن ظاهرة الثياب الممزقة، كانت في البداية كفكرة تهدف إلى التعاطف مع شريحة الفقراء، ومحاولة تقمص مظهرهم، كصيغة للتضامن مع معاناتهم والشعور بهم ولكن ما نراه اليوم من إنجذاب لتلك الموضة وهى الملابس الممزقة لخير دليل على فقدان قلة من شبابنا لثقتهم فى أنفسهم وظهورهم بلا وعى ولا تفكير بمظهر خادش للحياء فى مشهد أقل ما يقال عنه هو قمة الانحلال الأخلاقى .
ولعل التعري الذي صاحب الخروج من الجنة لآدم وحواء من أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان في الحياة هذا لأن الفطرة التى فطر الله الناس عليها هى الستر .
إن غزو الغرب ليس الآن بالحروب ولكن بالحرب على الأخلاق ولا حاجة لهم بحرب الجيوش؛ لأنهم يعلمون أن دمار الأخلاق سلاح فتَّاك بالشعوب وهذا هدف يسعون إليه لأنهم يعرفون أنه أفتك سلاح يُقَوِّض المجتمعات عندما تنهار الأخلاق وتنتهي القيم العليا، وتصبح القيم والأخلاق معزولة عن الحياة فهل وقعنا في شباكهم؟!
الثقوب الممزقة فى الملابس هي بمثابة نوافذ، إلى عوالم التحرش والبعد عن الأخلاق فيصبح الجسد في مواجهة أنظار الآخرين يترنح عاريا غير آبه بالأخطار، التي تهدده غير مبالى بالأعراف أو الأديان أوللذوق العام أو المجتمع الذى نشأنا فيه .
أتمنى أن يتخذ قرارات رسمية لحظر دخول الملابس الممزقة وغير اللائقة بمجتمعاتنا وتوقيع عقوبات على من يرتديها وإنقاذ جيل كامل من براثن الانفلات الأخلاقى.