صابون الجثث
كتبت /هبه علي
في وقت من الأوقات كان الكل في روما يرتعد من إستخدام الصابون !!فكان في تلك الأونة الصابون مصنوع من الجثث علي يد سفاحة روما (ليوناردا جنجولي )
ميولها العدوانية نشأت معها منذ الصغر، حيث أن ليوناردا كانت فتاة ثمرة تعرض والدتها للإغتصاب على يد أحد رعاة الماشية إثناء عودتها للمنزل من دير قريب، وكان عمر والدتها آنذاك أربعة عشر عاما، وقد اجبرها أهلها على الزواج من مغتصبها، والد السيدة جنجولي، بعد ظهور بوادر الحمل عليها درءا للفضيحة.
وأنجبت ليوناردا وباتت الطفلة المنبوذة نتاج علاقة غير مرغوب فيها، وبعد وفاة الأب تزوجت الأم من آخر، وأصبحت الفتاة مكروهة من أشقائها أيضا، لتكبر في أجواء مليئة بالكراهية دفعتها لمحاولة الانتحار أحيانا.
كبرت الفتاة المكروهة لتتردد عنها أقاويل سيئة السمعة، ومرافقتها للرجال، حتى آخرهم الذي قررت الزواج منه ورفضت والدتها، إلا أنها تزوجت منه رغما عنها، وحضوت الأم الغاضبة الزفاف، وصرخت في ابنتها قائلة: “داعية أن يموت جميع أطفالك”.
وبعد زواجها، تحررت ليوناردا من القيود، لتخوض في عالمها الخاص، تسرق تارة وتحتال تارة أخرى، تخدع وتكذب أملا في الحصول على المال، حتى عرفت بالنصب والاحتيال وسجنت مرتين، لتخرج بعدها وتتجه إلى مدينة إيطالية جديدة يجهلها الناس بها، وتفتتح متجرا لصناعة الصابون واشتهرت بكعكها الطيب واتجاهاتها السحرية المشعوذة.
ولكن يبدو أن غضب والدتها تحول إلى لعنة، فبعد مرات الحمل المتكررة، مات للسيدة الإيطالية 10 أطفال، وأجهضت مرات متتالية، حتى أيقنت أنها لابد أن تتخلص من هذه اللعنة وتقدم أرواح البشر كقربان حتى لا يموت أطفالها.
وبدهائها ومشاكستها، استطاعت أن تجذب السيدات إلى متجرها، بحجج مختلفة، إما إقناعهن بالحصول على وظيفة، أو زوج مناسب، أو التعرف على رجل أعمال، ومع حبها الشديد لأبنائها كانت ترفض اقتراب أي شخص منهم، حتى أن سكان بلدتها كانوا يخشونها بسبب الأم.
ومع تكرار حوادث اختفاء السيدات في القرية، اتجهت أصابع الاتهام إلى جنجولي، بعد اختفاء إحدى السيدات داخل متجرها، وبعد اتهامها أنكرت جريمتها، حتى هددتها الشرطة بأخذ ابنها الأكبر إذا أصرت على الإنكار، ليكون الابن نقطة ضعف السيدة الإيطالية التي اعترفت بجرائمها، لتشرح للشرطة كيفية إخفاء جثثها.
وهنا تبدأ الاحداث المثيرة للرعب ؟؟
ليوناردا تذيب الجثة في الماء المغلي، وتضيف عليها الصودا لصناعة الصابون، وتلقي العظم والشعر في البالوعة، أما الدم فتصنع منه الكعك اللذيذ الذي أحبه أهل القرية، كانت هذه هي طريقة ليوناردا جنجولي للتخلص من جثثها، تستغرق فقط 12 دقيقة، التي بدت طريقة خيالية أشبه بالأفلام يصعب تصديقها، حتى أن الشرطة لم تقتنع بأن هذه المرأة فعلت تلك الجرائم بمفردها.
وخلال محاكمتها، اختلقت جنجولي أنها مجنونة وان لعنة والدتها هي السبب في الذي جرى، وأن الآرواح الشريرة هي التي قتلت تلك السيدات، لتتحقق رؤية الفتاة الغجرية التي تكهنت بها لليوناردا بأنها ستقضي عمرها في مصحة الأمراض العقلية، وتم الحكم عليها بالسجن 33 عاما، قضت منهم 3 سنوات في المصحة.
ويذكر للسيدة الايطالية حسن سلوكها خلال فترة إقامتها بالسجن، حتى أنها صنعت كعكها الذي اشتهرت به، إلا انه لم يقترب أحد منه خوفا منها، ومن سحرها ولعنتها، حتى توفيت عام1970 عن عمر يناهز 75 عاما بسبب نزيف في المخ، ولم يحضر أحد جنازتها. ووضعت معدات الجريمة في متحف الجريمة في روما