ظهور الحضارة الاثرية في ثوبها الجديد

كتب: احمد عبد العزيز

ماذا تعرف عن مجري العيون وما هي التطورات التي تحدث بيه؟
سور مجرى العيون والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى ، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 هـ – 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة. ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شيئا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة وقد بنى السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
وشهدت مجري العيون تدهور وبعض من التغيرات بعد ان تحولت الارض الفضاء يمين ويسار السور الي مقالب قمامة وتداخلت حركة المشاة والسيارات ومناطق عشوائية ويتدهور الاوضاع بمجري العيون من حين لاخر ومرور الأعوام والسنين ويتغير مظهر مجري العيون الذي كان احد معالم القاهرة وفي وقت الصائب
ويعمل محافظ القاهرة بالتنسيق مع وزارة السياحة والاثار بشكل دائم على تطوير هذه المنطقة لإحياء هذا الأثر، بعدما تعرضت له هذه المنطقة من تعديات كبيرة ومخالفات، حيث كان المكان مُحاطا بالنفايات وحظائر الحيوانات، لذلك يعمل المشروع على ترميم الأجزاء التى تم هدمها وإحياء السواقى من خلال الإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والمطاعم ومحلات للحرف اليدوية بالإضافة إلى قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية، وذلك لتمثل هذه المنطقة إضافة جديدة للأماكن السياحية والثقافية في العاصمة . تتمتع به هذه المنطقة من طبيعة خلابة، وما يميز مكانها، حيث تتواجد فى منطقة لها عمق تاريخى وحضارى، وهو ما جعل الدولة تسعى لإعادة تطوير هذه المنطقة، بما يسهم فى تعظيم الاستفادة منها، وذلك فى إطار خطة متكاملة لإعادة الوجه الحضارى والتاريخى لمختلف مناطق القاهرة التراثية.
يتم تنفيذ أعمال التطوير بمنطقة سور مجرى العيون على مساحة تصل إلى حوالي 378 ألف م2، حيث يتكون المشروع من تنفيذ 60 عمارة تراثية الطراز تضم نحو 1136 وحدة سكنية، هذا إلى منطقة خدمات، ومنطقة انتظار سيارات، ومنطقة تراثية بها مراكز للحرف التراثية، ومعارض لعرض المنتجات الحرفية، ومسرح مغلق بطاقة استيعابية 450 شخصاً، بالاضافة إلى مسرح مفتوح يتسع إلى 1400 شخص.
يتم تنفيذها في محيط البحيرة، من كافتيريات ومتنزهات ومناطق ترفيهية ستكون جاهزة بالكامل في نهاية العام الجاري، وأوضح أنه يتم تنفيذ مشروع تطوير منطقة بحيرة عين الصيرة على مساحة 265 ألف م2، لافتاً إلى أن المشروع يتضمن إقامة مسرح مكشوف، و 4 مطاعم، ومناطق خضراء ومتنزهات، وأماكن ترفيهية، وممرات للمشاة ومناطق للجلوس بطول 2.5 كم، وكافيهات وكافتيريات، وتنفيذ 5 نوافير ملونة، وبحيرة المياه الكبريتية، ومناطق انتظار سيارات سعة 425 سيارة، والتي تضفي مظهراً جمالياً على أرجاء المنطقة.
وتتضمن مكونات المشروع تنفيذ خزانات للمياه وأخرى لإطفاء الحرائق سعة 850 م3 مياه، وثالثة لري المزروعات والمناطق المفتوحة سعة 1000 م3 مياه، وشبكة ري للمناطق الخضراء طول 6 آلاف متر، وشبكة صرف صحي للمشروع طول 1200 متر، ومحطة لمعالجة وتنقية مياه البحيرة، وشبكة صرف مغطى للمياه الجوفية بطول 450 مترا، ومحطة كهرباء رئيسية لتغذية المشروع بالكهرباء قدرة 3 ميجاوات

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

ظهور الحضارة الاثرية في ثوبها الجديد
Comments (0)
Add Comment