بقلم السيد عيد
صورة لم تكن إلا بمحض الصدفة والحق أن هذه الصورة عجيبة تعكس ما أشيع عن الرجل الذى أسس دولة مصر الحديثة محمد على باشا هل تعلم أن هناك تخبط وهناك تناقض وهناك أقوال يخالف بعضها بعضًا، تثير الدهشة والتساؤلات العديدة التي تزلزل كثيرًا من قناعات العقول
ولكن المؤكد أننى أمام شخصية أثرت وأسست دولة مصر الحديثة .
أجلس وخلفى صورة محمد على باشا لأجد نفسى أقرأ التاريخ وأعود الى الوراء من بين عيون التراث بصورة تحتاج إلى أكبر قسط وقدر من حضور العقل وإعمال البصيرة، وإلا أصبحت أسيرًا لكثير من الخرافات والإشاعات .
فالأكيد أن محمد على باشا، والى مصر، ومؤسس الأسرة العلوية التى استمرت فى حكم مصر قرابة قرن ونصف، كان الوالى الوحيد الذى استطاع أن يكسر شوكة الدولة العثمانية وراح يهدم أركان خيبتها ويصلح في سنوات قليلة ما أفسده العثمانيون في قرون لينشأ منظومة صحية، منظومة تعليمية، تنظيم للزراعة والصناعة والتجارة، بناء علاقات مع الخارج، تأسيس نواة جيش وطني قوي، نمط حياة مختلف عن ذلك الذي فرضه المحتل العثماني المتعجرف القابع في الأستانة الذى لم يكن ليعجبه ذلك، فسرعة تبديل محمد علي حال مصر كشفت خيبة العثمانيين وفشلهم.
كما لقب بجلاد الأتراك نظرا لاستطاعته التفوق عليهم، واقترابه من السيطرة على مقاليد الدولة باحتلال العاصمة، قبل أن يتحالف العثمانيين من الإنجليز ويستنجدون بهم.
وجميل الصورة أنها لشخصية تتمتع بذكاء كبير وشخصية ساحرة، أبحر فيها لأجد نفسي أمام عصر من عصور مصر المزدهرة فيعكس ملامحها تاريخ دولة عظيمة يحمل همومها العقلية الفذة، والأسوة الحسنة لدوائر المثقفين والتنويريين المقربين من السلطة في مصر سواء في عصرنا الحالى أو العصور الماضية هل لأن محمد علي استطاع الانطلاق بمصر الحديثة الى الأمام وقوى مركزها أمام الدولة العثمانية ؟ أم لأنه تمكّن من القضاء على خصومه وضربهم ببعضهم البعض واستغلّ زعماء الحركة الشعبية والثورية لصالحه بدهاء ومكر .
وها نحن نواصل بناء مصر الحديثة بسواعد أبناءها وبقيادة زعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى قام بالعديد من المشروعات القومية التى حققت نهضة مصرنا الحبيبة .