بقلم نهال يونس..
الفيروس خرج من أسوار الصين إلي كل دول العالم وانتشر الوباء ليحصد الأرواح من منا ليس له جار او صديق أصيب بهذا الفيروس اللعين.
فلم نعش زمناً يشبه هذا الزمن فكنت أجلس جار جدتي وتحكي لي حكايات عن ضحايا الأمراض والاوبئه في زمانهم ولم أكن أتخيل الحال وما واجهوه من معاناة ولكني سلمت بعد ما رأيت ماحدث الآن. فربما ما يحدث يستحق روايه علي غرار”الحب في زمن الكوليرا”.يقطع كورونا وسنينه
في ظل تفشي فيروس كورونا وهذه الأزمة التي أجبرتنا جميعا علي الجلوس في المنزل فالبعض يشعرون بالملل لعدم قدرتهم ممارسة حياتهم اليومية بالشكل الذي اعتادوا عليه. ولكني أري يبالغون في شعورهم بالملل لأن الجلوس بالمنزل قد أعادنا إلي أيام اشتقنا إليها بشدة. وهي أيام اللمة لمة العيلة والسمر والتجمع حول شاشة التلفزيون فبسبب التطورات والتكنولوجيا والسوشيال ميديا افتقدنا التواصل مباشرة مع بعضنا البعض وانحسرت علاقتنا ببعض في رسائل مكتوبة أو صوتية أو مكالمة تليفونية من آن إلي آخر . فكنا في الماضي نتناول الطعام سويا ونجتمع علي مائدة واحدة أما الآن نادراً ما نجتمع علي هذه المائدة.
ثم هز فيروس كورونا الدفء الموجود داخل بيوتنا كالزلزال ليذكرنا بتلك العادات التي انقرضت في مجتمعنا. جاء كالوميض الذي أضاء لنا في طريق مظلم يحثنا علي تلاقي الإحباب.
هذه الأزمة خلقت فرصة لاستعادة ترابط الاسرة فوضعت الأسرة أمام اختبار حقيقي لاكتشاف مدي صلابة علاقتهم ببعض. فالاسرة لابد ان تكون مثال الامان والسعادة لأفرادها لاسيما علاقة الاباء بأبنائهم وعلاقة الأخوة ببعضهم وعلاقة الرجل بزوجته.
لابد ان يستغل الجميع هذه الفترة للتقرب من بعضهم.
ممكن نقول ان دي من ايجابياته فأخيرا حالات الهلع والفزع لن نفيق منها إلا بتطبيق الاجراءات الوقائية وارتداء الكمامة فأصحبت الكمامة تساوي حياة.
حفظنا الله وإياكم..