كتب_الشريف أحمد
مع سرعة تغيرات الحياة التي نعيشها تراجع أشياء كثيرة حميدة فى حياتنا ونذكر واحدة منها وهي ثقافة تقبل الرأي الآخر تتراجع يوما بعد آخر في وقت “يرفض” به العديد من الأشخاص وجهات نظر أخرى إن كانت مغايرة أو مختلفة عن آرائهم، ولا تتماشى معها .
بدايةً يجب علينا جميعًا أن نعلم أننا بَشَرٌ :
نحن بشر والبشرُ مُعرّضون للخطأ، وبالتالي ليست أفكارنا كلها صحيحة، وليست أفعالنا مُنزّهة عن الخطأ، ولكلٍّ منّا هفواتُه أو آراؤه التي قد يجافيها الصوابُ، لهذا يجب علينا أن نعترف بأخطائنا أو نقص معرفتنا، ونتقبّل النصح والإرشاد، خاصةً مِن المقربين منا، أو ممَّن تهمهم مصلحتنا، فلا داعيَ للتمسك برأينا على سبيل العناد فقط، وعلينا أن نسمع للطرف الآخر، فقد نجد ضالَّتنا عند غيرنا، لأن الإنسانَ بطبعه مغرورٌ، والنفس أمّارة بالسوء، لهذا نحتاج من وقت لآخر إلى من يُواجهنا بتعصُّبنا أو أخطائنا .
إقصاء من يخالفك الرأى :
تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من “يُخالف” يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى تخوينه والتنمر عليه والتقليل من شأنه .
على الرغم انه يقال الإختلاف لا يُفسد للود قضبة، ولولا إختلاف الآراء لبارت السلع، و لولا إختلاف التخصُصات لأصبح الجميع في تخصُص واحد، ولولا أختلاف الميول والتوجُهات و الأذواق لأصبحت ميولنا وإذواقنا واحدة، والاختلاف بيننا سِمة خلقها الله في العباد عليهم إستثمارها .
رحم الله الإمام الشافعي حيث قال: ((كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام خصمي خطأ ويحتمل الصواب)) .
وسيدنا عمر بن الخطاب حثّنا بل رحب علي وجهات النظر قال : ((لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها)) .
الختام :
ليس من المهم أن نستمع فقط للآخر، علينا الإصغاء فعلاً لما يقوله “عادة ما يأخذ الناس موقعاً ويغرقون أنفسهم فيه بحيث تنتهي المناقشة ” بتحدٍ وعراك، في حين يمكن تجنب هذ الموقف بسهولة من خلال إظهار التعاطف “علينا البدء من نقطة التشابه بيننا وبين الأشخاص الذين يختلفون معنا في الرأي، يجب التفكير من منظورهم، ومن يعلم، قد تغير رأيك عندما تفعل ذلك .
إمضاء الوقت في العمل على المبادئ التي تشترك بها مع طرف النقاش الآخر ستؤتي نفعها، “كلما كنت محدداً في نقاط خلافك وتشابهك مع الآخر”، كلما نتج نقاش أفضل .
إذا كنت تشعر بأنك على حق فهذا لا يعني بالضرورة أن هذا صحيح، بل إن ذلك غالباً ما يعني أنك مخطأ .
وأخيراً وليس آخراً، علينا أن نكون لبقين عند فوزنا بالنقاش، فليس المطلوب أن تتمتع بالروح الرياضية فقط عندما تخسر، بل أن تكون كذلك في حالة الربح هو على نفس القدر من الأهمية. طريقة معاملة الآخرين عندما نفوز عليهم، موضوع في غاية الأهمية، فالقدرة على الاستيعاب لا يعني احتواء من يشبهونا في الآراء، بل استيعاب من يخالفونا في الرأي، وهذا يعني إدراكنا أننا نعيش في نفس الشارع، وأن هناك مكاناً فيه لكل الأشخاص ولكل الأفكار .