مهلا أيها المجتمع المتطفل ….

بقلم دكتورة سلوى سليمان

نحن نعيش في مجتمع يطلق باستمرار أحكاما على الآخرين بل يقيدهم في إطار التقاليد والعادات ويحصرهم في دائرة هذا لا يصح وهذا خطأ ، وهذا حرام وهذا غير معقول .
فهل من الممكن أن نضحى بسعادتنا في اختيار ما نحب فقط من أجل إرضاء المجتمع ؟
والحق أقول أنه أصبح شائعا ثقافة :ماذا ستقول الناس ؟ فكيف احب وانا في عمر الأربعين ؟كيف اتزوج رجل يكبرني سنا؟وكيف اتزوج وأنا عندي أولاد ؟ وكيف وكيف؟فأصبحنا
قاب قوسين أو أدنى من تدخل الآخرين في حياتنا الخاصة .

ونحن نغفل أن رضا الناس غاية لا تدرك ، فمهما فعلنا فلن نصبو إلى استحسانهم ورضاهم ،ولا يخفى على أحد تدخلهم فيما لا يعنينهم ، بل بات تطفلهم السمة الأساسية فى المجتمع.

لذلك فقد أصبحنا نخشى ردود أفعال الآخرين وماذا سوف يقولون ونضحي باحلامنا ونخسر فرص كثيرة لن نعوضها بعد ذلك حتى لا نغضبهم، بخروجنا عن المألوف والعادات والتقاليد من وجهة نظرهم وأن نكون دائما عند حسن ظنهم ..

لكن ما لا يعرفه هذا المجتمع المتطفل أنه لن يعيش أحد سعادة أو حزن أحد ..قطعا هذا خارج عن دائرة العادات والتقاليد ،فمثلا إذا أردت أن اتزوج من رجل يكبرني سنا ، فهل فارق السن يعني أحدا سواي ،فالرجل الأكبر والأنضج قادر على تحمل المسؤلية والاحتواء، وتقدير المشاعر عكس الكثير من الشباب اذاً فهذه الزيجة لها الكثير من المميزات بعيداً عن المجتمع الذى يُنصب نفسه قاضى يحاكم البشر على قرارتهم وحياتهم الخاصة، فإن كنت لا تخطئ لك الحق فى محاسبة الأخرين على أفعالهم أيها المعصوم عن الخطأ !
اذاً الحب تخطى تطفل الناس وتدخلهم في حياة الآخرين، وتحديد مصائرهم ؛لهذا لا تلتفت لأي أحاديث جانبية من قبل الآخرين حتى لا تفقد سعادتك .

وعندما تكون سيدة لم توفق في زواجها الأول ،لكنها تود الزواج مرة أخرى هنا تقع الكارثة المجتمعية بالنسبة للآخرين.. لا يصح، وكيف يحدث ذلك ؟
فهل حرام عليها أن تبحث عن إنسان يحتويها يستوعب أفكارها ،يشاركها المسؤلية ، يقدر الحياة الزوجية يحميها بما لديه من خبرة من الوقوع في الخطاء ، فصار المجتمع قاضي وجلاد في ذات الوقت .
الأمر نفسه انتقاض رجل أخر لأنه تزوج من فتاة تصغره فحقيقة من ينتقضة ناقم عليه بسبب أنه يعيش قصة حب مع فتاة تحبه.

الغريب أن هؤلاء تنتابهم الغيرة، مما تدفعهم إلى التصدي بكل ما لديهم من قوة لمنع السعادة وإيقاف حياة الآخرين ، وهنا يجب أن نلقى كل ما يتحدث به الأخرين خلفنا، ونمضى قدماً تجاه ما نحب ونرغب .

اخيرا …هناك بعض الأفكار العقيمة التى زرعها المجتمع داخلنا حتى تحولت لكابوس مفزع يؤرق إستقرار حياتنا ..فعلينا أن نبحث عن كل ما يبعث فينا طاقة إيجابية ، ونضع خطوط حمراء لا نسمح لأحد أن يتخطاها ، ونضع آراء الآخرين جانبا ، من أجل فعل ما يحقق لنا السعاده والرضا …

مهلا أيها المجتمع المتطفل ....
Comments (0)
Add Comment