هنا الغرفة … بقلم / نورهان الطاهر
صباح الخير من هنا
من أقصى نقطة في العالم الكبير،
من غرفتي الصغير في أقصى منزلنا.
أتدري أيها العالم أن نصف الكوب الفارغ ليس أكثر إيلاما من امتلائه حد إغراقك!
وأن المكتبة وتكدسها بالكتب التي لم تجد وقتا لتقرأها وربما لن تجد أبدا ليس أحزن لقلبك من تضور أرففها جوعاً.
لقد غرقنا في حصوننا الصغيرة وابتلت الروح في غمدها حتى سَرَت الرجفة من عنان قلب الدنيا إلي أخمص أقدامنا .
لقد فاضت رعدا وبرقا واستجابت مُقلنُا مطرا؛ فلم تجد الشمس وقتا لتجفف كل هذا الفيضان بعد،
السكون والصمت شُقا بخنجر الضوضاء المتلاحقة والأنفاس اللاهثة خلف الحوائج،
والأرض تدور وتدور والسحابات تترنح ثملة..
والهواء يعدو هاربا بالخارج،
وأنا هنا أشاهد وأتألم وابتسم وأصفق وأتعجب وأفيض،
هنا في أقصى أصغر نقطة،
في غرفتي.