كتبت: سالي جابر
انسكبت قهوتي علي ورقة فارغة، أردت أن أنسج عليها كلمات من خيوط الأمل، كلمات تبعث الرضا إلي قلبي الذي ظننته قويًا بعد أن كواه الهجر، فامتلأت كؤوسه مرارة، وانهارت قواه، وسال الدمع شلالات عذبة تقطر ماءها قطرة قطرة، فصارت الورقة الفارغة، لوحة عابسة دامية
وصار قلبي مُعذبًا ينخر فيه الألم كدبيب الموت.
حاولت الهرب من حزني بشربة ماء، وسحبت ورقة جديدة لأبدأ من جديد؛ ولكن…
رعشة طفيفة احتلت يداي، فانزلق الكأس منها، فرأيت قلبي في زجاجها المكسور، قلب محطم مبعثر
فأثار ذاك البريق خوفي، فكان حادًا لامعًا كبريق النصل
فكنت أري فيه خوف الماضي، وألم الحاضر، ودموع المستقبل، ولكني حاولت…
فارتشفت من فنجاني لحظة سعادة، لأُسطر في كتابي لحظات أمل نابعة من قلب الحزن إلي أن تفاقمت مرارة القهوة، وازدادت سطور الخيبة، وتراجعت أحلامي إلي نقطة الصفر، لحظة الضعف.
فجلست أبكي علي قهوة منسكبة، سطور ممزقة، أحلام مبعثرة علي أعتاب الندم.
نعم؛ أندم علي ضحكة صافية لقلبٍ لا يخلو من الكذب
علي أيامٍ مضت في تزوير سعادتي بالخداع ..
علي قلوب ألفتها تعيش علي النفاق..
وأدركت أن الندم لا يغير في الأمر شئ..
وأن الماضي فات، والمستقبل قادم بما يفهمه عقلي ويتعلمه قلبي مما مضي.
أبشري يا نفس، فإذا تعلمت من الماضي لا يعود للندم مكان، ولا لمرارة القهوة زمان، ولا للخوف حضور
أبشري يانفس..