عندما يمرض البعض يذهب إلى أقرب طبيب صيدلي ليصف له شكواه، ليجيبه الطبيب بالدواء المناسب له، أما إن زاد عليه المرض فنجده يذهب فورًا إلي عيادة طبيب لمعرفة ما يعاني تحديدًا، ما هو المرض؟، العلاج المناسب له، وهل يحتاج إلى أشعة وتحاليل لمعرفة علته أم لا؟.
وهو الحال أيضًا في المشكلات السلوكية والنفسية للأطفال مع فارق بسيط وهو أن البعض لا يمكنه التفريق بين الطبيب النفسي، والإخصائي السلوكي
أن الآباء لا يعرفون متى يذهبون إلي مختص
وأيضًا لا يعلمون أنه كما أن لكل مريض دواء مختلف يُكتب حسب تشخيص الحالة هذا أيضًا يُطبق في الحالات السلوكية للأطفال.
أولا: ما الفرق بين الطبيب النفسي، والإخصائي السلوكي؟, الطبيب النفسي تخرج في كلية الطب، وهو متخصص أمراض نفسية وعصبية، أو مخ وأعصاب، تعرض عليه شكواك وغالبًا يطلب منك أشعة أو تحاليل ليتمكن من التشخيص الصحيح، ويعطي لك بعض العقاقير المناسبة للحالة، أما الإخصائي السلوكي فهو متخرج في كلية الآداب قسم علم نفس، أو متخرج في كلية تربية قسم تربية خاصة، فهو مختص بالمشكلات النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين، وغالبًا لا يعطي تشخيص دقيق للحالة إلا من خلال العديد من المقاييس والاختبارات حسب شكوى الحالة، وعلى أساسه يضع الخطة العلاجية، والتي بدورها تختلف من شخص لآخر حسب العمر والنشأة، وطبيعة المشكلة ذاتها، وأحيانًا تحول الحالة إلي طبيب نفسي، وإخصائي سلوكي معًا، فإذا كانت المشكلة أرق مع وسواس قهري مثلًا فهو يحتاج إلى علاج دوائي للتخفيف من حدة الأرق( يقوم بها الطبيب) مع برنامج علاجي للتخلص من الوسواس القهري( يقوم بها الإخصائي).
طفل يعاني من اضطراب(A D H D) اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه )وهو خلل كيميائي عصبي يؤثر على سلوك الطفل، غالبًا لا تستطع الأم تحديد وجهتها، فتذهب إلي طبيب نفسي، ولكن غالبًا ما لا يحتاج الطفل إلى العقاقير، هو يحتاج إلى جلسات علاجية لتقليل الحركة، والجلسات عبارة عن برامج، لكل برنامج مدة محددة لا بد من اجتيازها ليتحسن الطفل، وإذا لم يتحسن الطفل بشكل ملحوظ خلال أشهر على الأم الاستعانة بطبيب نفسي لإعطاء الطفل العقاقير المناسبة لتقليل الحركة.
ونفضل أن نبدأ بالجلسات لأن في الغالب زيارة طبيب تعني روشتة وعقاقير طبيبة تؤثر على الأعصاب، وأحيانًا لا تحتاج الحالة إلى عقاقير ويكفي معها الجلسات العلاجية على يد إخصائي سلوكي، وسيظل الطبيب يري بأفضليته علي الإخصائي رغم إن كلاهما يكملان البعض، وَلِكِلَا منهما دوره الذي لا يقوم به غيره.
ثانيًا: متى نذهب إلي مختص سلوكي؟ !
عندما تظهر العديد من المشكلات عند الأطفال وتؤثر علي سلوكه الاجتماعي والدراسي.
عندما تتكرر هذه المشكلة بشكل واضح وملحوظ، وتزداد حدتها .
كأن يعاند الطفل بشكل واضح جِدًّا، ويعارض في كل شيء، يصرخ بشكل هستيري ولا تستطع الأم تهدئته بكافة الطرق الممكنة لها.
هنا لابد من زيارة إخصائي سلوكي وعرض المشكلة عليه، ومن واقع الجلسات التي مرت عليَّ، كان للجد والجدة رأي آخر دائمًا ألا وهو: لا توجد مشكلة بالمرة، وتتكرر جملة ( كلكم كنتم كده، واتربيتم من غير دكاترة) وأصبح ذلك العِلة الأولي في زيادة حدة المشكلة عند الأطفال، أما عن السبب الثاني فهو ترك الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة، مما أدى إلى التقليل من الانتباه، وتأخر النطق لدي الأطفال.
ويجب التنويه إلى أن ترك الطفل دون علاج لمشاكله السلوكية يجعلها تزداد سوءا، وتأخذ فترات علاج أطول، وعلينا دائمًا الاعتراف بأن الطفل أمانة لدينا، لا بد من أن نتعلم أكثر عن هذه المشكلات حتى نستطيع التعامل معها بطريقة صحيحة.