كتبت/ سالي جابر
حزين وسعيد، تبتسم لذكرياتك، تضحك لماضيك، تحزن ليومك، تبكي لمستقبلك، تفتح كشكول مخطوطاتك لتحدد بالأحمر ما أنجزت، تفخر بذاتك، ثم تشعل غليونك، تحتضن فنجانك…
ثم ماذا…؟!
تصرخ في مقلتيك عَبرة تَودُ الهبوط إلي ساحة المعركة، تلف أحزانك بحرائر الفخر لنفسك إلي أن تتقدم بيادر القش في صدرك، ويخور جسدك أمام عِنادك؛ فتسقط أرضًا تبكي، تصرخ، تراك حبيس أنفاسك، فتقرر أن تعش ذكرياتك فقط، وكأنك بذلك تجد لنفسك السبيل للحياة؛ لكن أي حياة هذه؟!
إذا كان الخوف من اليوم يؤلمك إلي هذا الحد!
إذا كان الغد مخيف في عينيك!
هل من المعقول أن ترتضي لنفسك أن تعيش في منفي اختياري، منفي- من وجهه نظرك- يوحي إليك بالسعادة والفرح فاعلم أنك تأخد قرارًا بالموت، تعيش في سجن تغلفه لافتة مكتوب عليها” لدي ذكريات جميلة” .
ما كل هذا الخوف؟!
ما هذه المأساة التي تعيش؟!
صنعت لنفسك هالة من الحزن، بعد أن كان يومك ملئ بالفرح والحياة، بعد أن كنت تختار لنفسك عالم صغير كبير يحوي مكتبك ومالك وأقلامك وفنجانك، يوجد في غرفتك وحسب؛ بل إنه كبير المقام في عينيك، يُخرج قلبك من ظلماته، يُشعل الحماسة في روحك، يبعثك للحياة من جديد، اليوم أنت هدمت مكتبك، بعثرت أقلامك، حطمت فنجانك فأصبحت تنتحر في كل ثانية، تنظر إلي مرآتك العابسة وترتدي نظارة الخوف وتأخذ قرارًا بالموت وأنت علي متن سفينة الحياة.