بقلم/ إيمان البقلاوي
لكل منا صندوق كنزه، المخبأ بعناية في أعمق أعماق تجاويف عقله!
وكنزنا ليس ذهبا براقا، ولا أموال طائلة…
بل ليس شرطا أن يحوي أمورا طيبة على الدوام!
إنه كنز… لأنه يحوي أغلى ما نملك،
مشاعرنا!
والتي تشكل كل فكرة نعتنقها،
وكل وجهة نظر نتبناها…
كل قرار نتخذه،
وكل لحظة ندم تزلزلنا…
كل حلم تمنيناه،
وكل لحظة سعادة عشناها…
إنه صندوق الذكريات!
الذكريات… ليست أحداثا مضت نتنهد كلما استحضرناها،
ولا أسواطا نجلد بها ذواتنا إن كرهناها…
في الطب النفسي، يقولون أن ذكريات “الأمان”، هي حصون مناعتنا النفسية!
صمامات الأمان ضد انهياراتنا!
الملجأ الذي نهرب إليه إن تحملنا ما لا طاقة لنا به،
نتقوقع في كنفها،
ونتدثر بدفئها!
الأمان في حياتنا محطات،
أشخاص ربما..
أو أماكن،
أو أشياء!
وكلما بنينا مزيدا من ذكرياته،
كلما كبرنا في نمائنا النفسي…
وشيدنا حصوننا المناعية…
وزادت صمامات أماننا ضد هزائمنا الحياتية!
أترى إن كانت آخر ذكريات أمانك، هي ضحتك في حضن أمك!
لقد توقف بك توقيتك النفسي عند هذه اللحظة…
أنت مسجون فيها…
تخيل أن تلتقي بصديق،
فيعيد لك هذا الشعور المفتقد؟!
فتصبح مواقفكما هي ما يشغل تفكيرك…
وسعادتك بشعور الأمان معه، تتكرر وتتكرر…
لقد نضجت نفسيا بمقدار الفترة الزمنية بين حضن أمك، ولقائك بصديقك!
إنه انتصار لنفسك..
حتى وإن فقدت صديقك لأي سبب…
فستظل الذكريات حائط صدٍ ضد هجمات الحياة!
الحياة غير عادلة… حقيقة لا بد أن نؤمن بها لترتاح نفوسنا،
كالموت تماما… حقيقة أخرى تُملي نفسها سواء آمنا بها أم لم…
وما بين الحياة… والموت…
تبقى الذكريات!