بقلم السيد عيد
صورت السينما المصرية والتليفزيون المصرى فكرة الخاطبة إما في مكتب متهالك وإما لإمرأة تحمل مجموعة صور لفتيات مجهولات تعرض صورهن على راغب الزواج،أو فى فوازير رمضان للفنانة شريهان من خلال استعراض وظيفة رجل في كل حلقة، وتقوم الخاطبة بعرض مميزات مهنته وطبيعتها للفتاة التي تريد الزواج، ثم تكتمل الدائرة ويتم الزواج، كانت الخاطبة تلعب دوراً فعالاً في توفيق رأسين بالحلال، ولكن في الوقت الحالى تطور الأمر مع وجود التكنولوجيا التي احتلت كثيرًا من حياة المصريين أصبح الزواج عن طريق الانترنت لاسيما انه يفتح بابا من الشر والفتنة, وانه لا يجوز أن توضع صور الفتيات علي الإنترنت وأن تجعل صور الفتيات وعناوينهن الإلكترونية عرضا عاما مستباحا لمن يرغب في التمتع بالنظر والتعارف ومن ثم اصبح التعارف له اشكال أخرى من بينها الاندية والجامعات وأماكن العمل، لكنها لم تعد تكفي، فظهر التعارف عن طريق الانترنت، وبعد الكوارث التى حدثت من خلاله، بدأ مجموعة من الشباب تقنين الوضع لإطلاق تطبيقات رسمية مسئولة عن الجمع بين الطرفين
ولو ركزنا لوجدنا أن هناك إعتقاد للأسف راسخ في عقول نساء المجتمعات العربية، بأن الزواج هو أهم شيء في الحياة وأنه سيفوتها قطار الزواج وأن ظل رجل ولاظل حيطة .
الزواج عبر مواقع التواصل الإجتماعي في مجتمعنا قليلا ما ينجح، ويرجع هذا إلى الاختلافات الكبيرة في البيئة الثقافية والاجتماعية من ناحية طرق التربية والعادات والتقاليد والأفكار في الدول العربية عنها في الدول الغربية .
وقد تكمن المشكلة في أن فكرة هذه الصفحات والمواقع تعتمد على الإدلاء بالمعلومات الشخصية الهامة بهدف إتمام الزواج فى الظاهر وبعض تلك المواقع فى باطنها مصيدة، للسطو على أموالهم وممتلكاتهم، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء على الفتيات والسيدات وإنما يمتد لما هو أخطر من ذلك بكثير عن طريق تجنيد الشباب، وتهديد الأمن القومي، بالإضافة لرؤية آخرين بأنه باب من أبواب العلاقات المشبوهة اللاأخلاقية، وأن تلك المواقع يقف وراءها عصابات دولية وشبكات لتجارة الأعضاء.
المرأة ليست سلعة تباع وتشترى حتى تعرض نفسها للزواج بهذا الشكل لما فيه من امتهان لكرامة المرأة، فكيف يقال لبناتنا ذوات الحياء والخجل أن يراسلوا الشباب المجهولين عبر مواقع الزواج وشبكة الانترنت فالمرأة نصف المجتمع ولها كل التقدير والإحترام.
الزَّواجُ علاقةٌ مُمتدَّة ولابد أن يكون هناك تكافؤ في كلّ المستويات الاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها
وفى ظل انتشار ظاهرة الخاطبة الإلكترونية وإقبال الشباب عليها، لابد أن تقوم أجهزة الدولة باتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة مخاطر التعامل مع المواقع والصفحات غير المأمونة
حفاظا على بناتنا وشبابنا .