كتبت سالي جابر
“وراء كل سلوك فكرة، وخلف كل فكرة شعور.”
قاعدة في السلوك البشري، تعني أنه لا يوجد شئ دون سبب، مما يطرح عدة تساؤلات مثل:
ما السبب في ظاهرة العناد عند الأطفال؟!
ما السبب وراء اختلاقهم المشاكل؟!
أحيانا يقوم الأطفال بعمل مشكلة ما، حتى ننظر إليهم؛ حيث يشعرون بأنهم مهمشين غير مهمين.
نعم..السر في الحب..مقداره، نوعه، حتى لغته، التي نتواصل بها وأطفالنا.
فالحب هو صانع المعجزات، لغة إشارة، إحساس، كلمة من حرفين، لكن أثرها في النفس، يحدد مصير حياة.
يتلخص الأمر في سلسلة واحدة، ألا وهي..فكرة ثم شعور ثم سلوك
فشعور الطفل بأنه غير محبوب، مهمش؛ ينتج عنه سلوكيات سلبية عديدة مثل: العناد، العدوانية، الكذب، والعديد من الاضطرابات السلوكية؛ ثم ينتج عن هذا فكرته عن ذاته، التي كونها من خلالك أنت.
وإذا كان الأمر كذلك، وجب أن نسأل أنفسنا..ماهي لغة الحب التي يستطيع كل منا إهدائها لطفله؟
هل هو الحضن، القبلة، النظرة، أم الحوار مثلا؟!
فقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة، وكما جاء في مجلة”الترن” الألمانية، أن احتضان الطفل يساعد على منحه الشعور بالأمان، يزيد من ثقته في نفسه، وأن هذه المنطقة تعطي المخ شعورا بالاسترخاء، مما يؤدي إلى استرخاء الطفل، لذا كل ماعليك فعله، عندما يبكي طفلك خوفا، أو ألما، أن تقوم باحتضانه بحنان.
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن الأقرع بن عالي أبصر النبي-صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن فقال: إن لي عشرة من الولد، ما قبلت واحدا منهم قط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من لا يرحم لا يرحم.”
نعم..فقد يكون لتلك القبلة البسيطة مفعول السحر عند طفلك، فلكم تشعره بأنك تحبه.
وأما عن النظرة، فهل لاحظت شعور طفلك، عندما يلتفت، فيجدك تنظر إليه نظرة حب تحتضنه؟!
تجده يبتسم، يجري عليك يقبلك ويحتضنك؛ توددا إليك وتوحدا معك.
وإن تركت هاتفك، أو كتابك، أو أي شئ تفعله؛ لتنصت إلى طفلك إن تحدث إليك، حتى وإن كان ما يقوله تافها بالنسبة لك، فإنه يشعر بقيمته عندك، فقد تركت كل شئ من أجل أن تسمعه وحسب.
شعور طفلك هنا يؤدي إلى تكوين فكرته عن ذاته، بأنه طفل جيد مبدع يحبه الجميع، وتستمر معه تلك الفكرة، كلما غذيتها بحبك وعاطفتك نحوه.
كن محبا لطفلك؛ يكن محبا ومقدرا لذاته.