الأسر البابلي …كتب/ د. محمد صلاح
يمثل الأسر البابلي تاريخ مؤلم للإسرائيليين الذين قاموا بسرقة اللوحات التي توثق الأسر البابلي وقت الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ واختفاء هذه اللوحات التي توثق هزيمة اليهود واقتيادهم ونقلهم إلى بلاد بابل كسبايا لن يغير التاريخ .
حيث تمرد ملك يهوذا على نبوخذ نصر ملك امبراطورية بابل بحثا عن حكم مستقل في المدينة بعيدا عن اي قيود من الإمبراطورية البابلية وذلك رغم تبعيته لها ورغم تحذير النبي ارمياء له الذي أظهر طاعته وخضوعه للملك البابلي وشن نبوخذ حملة كبيرة على اورشليم عام ٥٩٧ قبل الميلاد وسيطر عليها وقتل ملك يهوذا وأسر ابنه وأفراد أسرته وعدد كبير من بني إسرائيل وبعد عدة سنوات عادت يهوذا للتمرد مرة أخرى على نبوخذ ليعود مرة أخرى بحملة عسكرية عليهم عام ٥٨٦ قبل الميلاد واحتل اورشليم بعد حصار عام ونصف تفشت المجاعة والأوبئة في المدينة مما اضطر أهلها إلى الاستسلام فدخلت الجيوش البابلية إلى المدينة وحاول حاكم يهوذا ( صدقيا ) الهرب مع أسرته إلا انه تم القبض عليه وتم ترحيله إلى مقر نبوخذ نصر العسكري الذي أمر بقتل اولاده امام عينيه ثم أخذه مكبل بالسلاسل مع أسرى اسرائيل إلى بابل اما اورشليم فتم تخريبها وتدميرها واحرقت جميع بيوتها ونقل جميع خزائنها وثرواتها إلى بابل ولم يبقى بها سوى مجموعة من السكان تمثل الطبقة الضعيفة الفقيرة بينما هرب عدد كبير من اليهود في مجموعات واحدة إلى مصر وأخرى إلى بلاد الحجاز .
وقدر عدد الأسرى الإسرائيليين الذين تم سبيهم ونقلهم إلى بابل ربع مليون أسير بما يعادل ربع سكان اليهود والسبي في اللغة العبرية يعني نقل الشعب المغلوب الذي كان صاحب الأرض إلى مكان آخر مع ضياع سلطانه السياسي وعلى اية حال فقد خلت فلسطين من اليهوذيين الذين ظلوا تحت الأسر في بابل سبعون سنة وعندما احتل الملك الفارسي ” قورش ” ملك الفرس بلاد بابل ومن ثم اصبح له السلطان على أرض فلسطين وأطلق الفرس على بني إسرائيل اسم اليهود وأطلقوا على عقيدتهم اليهودية وفي ذلك الوقت عاد إلى أرض فلسطين من اليهود قلة قليلة منهم والأغلبية ظلت موجودة في العراق ولكنها تعرضت للإبادة أثناء الطوفان المغولي .