« زهرة مريم »

بقلمي / أماني عز الدين
كثير منا قد سمع عن هذا النبات ، لكن ليس بيننا المثير ممن يعرفون حقيقته او دعونا نقول طبيعتة ..
إنه نبات صحراوي له طبيعة خاصة جدا ، ودورة حياة غريبة ..
ينمو في الصحاري ، يبحث عن منطقة رطبة يستطيع أن يغرس فيها جذوره فتنمو أوراقه وتمتد ساقه ، فإذا جفت الرمال وإنعدمت الرطوبة خلع النبات جذوره من الأرض والتفت حول ساقه وتكور على ذاته ، فيصير كورة جوفاء من الجذور والأوراق الجافة ، تحملها الرياح وتنقلها إلى عشرات الكيلومترات على إمتداد الصحراء الواسعة. فإذا حدث أن ألقته الرياح في منطقة رطبة عاد النبات يرسل جذوره مرة أخرى في الرمال فتنتعش أوراقه وتمتد ساقه. ويظل كذلك إلى حين تجف التربة فيتكور مرة أخرى ويترك نفسه للريح وهكذا تتكرر دورة حياة هذا النبات المسكين الذي ينتعش بعض الوقت ويذبل ويجف أغلب الوقت ..
وهو في النهاية مجرد كرة من الأوراق والجذور الجافة التي لا ثمار لها ولا مواسم للزرع او للحصاد ..
لا اعرف لماذا ينتابني شعور بأن هناك بعض البشر يحملون تلك الصفات في تكوينهم الوجداني ..
فحق عليهم وصف « اللا منتمي » ..
فتجدهم لا يحملون بداخلهم من الولاء شيء لا للأماكن ولا للأشخاص ..
هم هائمون يلقون جذورهم بأرض لبعض الوقت ثم ينتزعونها بحثا عن أرض جديدة ..
تاركين أنفسهم للريح تنقلهم إلي أي مكان ، غير مهم ما داموا سوف يبقون لبعض الوقت ومن جديد يرحلوا ..
كنت دوما اسأل الله ان يجنبني هذا النوع من البشر ، الغير دائمي الإقامة بالجسد أو بالروح ، لانهم يتركون خلفهم أرواح معذبة ، ليس لها ذنب سوي أنها صدقت بأنها كانت لهم وطن ..
إلي هؤلاء الذين ظلوا يبحثون عن ينابيع الارتواء والشبع لعلهم يرتوا أقول ..
لن ترتوا ابدا بل انهم سوف تزدادوا عطشا ..

زهرة مريم
Comments (0)
Add Comment