بقلمي أماني عز الدين
أخشي أن ………
داخل كل منا شيء يخشاة وبشدة ، ربما يخشي ان يحدث ، ربما يخشي من شيء قد ينكشف والكثير الكثير غير ذلك ..
بحثت في داخلي عن ما أخشاة ووجدته مختبئ في زاوية بعيدة من قلبي ..
أكثر ما اخشاة هو الفقد ..
نعم الفقد ..
اخشي ان أفقد من أحبهم ، اشعر ان هناك ثقوب بقلبي يتسرب منها من دون إرادتي من أحبهم ، لا أملك ان اتمسك بهم ، يرحلون فلا يبقي منهم سوي الأثر منهم من ترك بسمة لازالت ترتسم علي شفاهي كلما تذكرتهم ، ومنهم من أتذكره فتصيبني غصة في حلقي وتتسابق لعيني دموع عاصية لا املك ان أحتجزها بين أهدابي فتسقط من عيني وكأنها فتحت الطريق ليتبعها سيل من الدموع ..
حين كتبت الان عن الفقد تذكرت شيء قد يبدو ساذجا بعض الشيء تذكرت يوم أن كنت صغيرة وفقدت قطتي وظللت أبكي حتي غلبني النوم فرأيتها وحملتها بين يديا وقبلتها وكم كانت سعادتي حينها ، وكنت كلما اشتاق لها أنام علني اراها من جديد. ..
كل هذا تذكرته الأن حين كنت أقرأ عن كافكا والطفلة الباكية صاحبة الدمية المفقودة ..
ولمن لا يعرف القصة وباختصار ..
يُحكَى أن “كافكا” قبل وفاته بسنه عاش تجربة عظيمة جدًا كتب عنها . انه بينما كان بيوم من الايام في حديقة في برلين لفتت انتباهه طفلة تبكي بُحرقة ، بسبب أنها فقدت دُميتها، عرض عليها أن يساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئا ، فاقترح عليها أن ترجع لبيتها و أن يقابلها في اليوم التالي ليبحثوا مجددا..
لكن في البيت ، قرّر كافكا أنه يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة ؛ ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقا أنّ الدّمية ضاعت للأبد .
وتلك كانت الرسالة
(صديقتي الغالية توقفي عن البكاء أرجوكِ ، إني قررت السفر لرؤية العالم و تعلٌم أشياء جديدة ، سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميًا)
عندما تقابلوا قرأ الرسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الابتسامة والفرحة وسط دموعها .
وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهم ،تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتها وبطولاتها بأسلوب ممتع جميل جذّاب .
بعد انتهاء المغامرات أهدى كافكا للبنت دمية جديدة كانت مختلفة تمامًا عن القديمة .
ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية كتب فيها
(الأسفار غيّرتني ، لكن هذه أنا )
كَبرت الفتاة و بقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في معصم دميتها وجاء فيها : ( الأشياء التي نحب معرّضة للفقدان دومًا لكن الحب سيعود دومًا بشكل مختلف ..
حين انهيت قراءة القصة أدركت شيء عظيم أنني وفي كل مرة أفقد فيها شيء أو عزيز وجب عليا ان اتعلم ماوراءة من درس عميق ، فالفقد ليس عقاب ولكنها قد تكون احدي سنن الحياة ..