كتبت أماني عز الدين
هرم ميدوم ..
يعتبر هرم ميدوم لغز الدولة المصرية القديمة و يسمي المقبرة الكاذبة ، لا يتخذ الشكل الهرمي كباقي الأهرامات ولكنه يتخذ الشكل المكعب .
ايضا بني علي غير العادة علي يد ملكين .
يرجح بعض العلماء أنه انهار حديثًا في الأسر المتقدمة بعد انتهاءه والبعض يري أنه لم يكتمل بناؤة من الأساس ، يوجد فى منطقة ميدوم على الضفة الغربية لنهر النيل فى محافظة بنى سويف على بعد حوالى 100كم جنوب القاهرة بمدينة ميدوم وبجواره معبد جنائزي ومصاطب وطريق مائل يؤدي إلي معبد اخر بني قرب نهر النيل.
الإسم الأصلى بالهيروغليفية للهرم جيدى سنفرو ويطلق عليه ميدوم نسبة إلى المنطقة الموجود بها التى تحمل نفس الإسم والتى لم تكن مخصصة قبل ذلك للقبور الملكية وميدوم أو حونى باللغة المصرية القديمة تعنى المحبوب للإله آتوم وتحولت إلى ميدوم بعد دخول الإسلام مصر.
اول من بنى الهرم كان الملك حونى أخر ملوك الأسرة التالتة ، والذي أكمل البناء كان الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة ٢٦٢٠ ق.م ويقال إنه إبنه وقد أُعجب به فقرر أن يكمل بناءه وكان من النادر أن يكمل ملك بناء ملك سابق،
سنفرو والمعروف بإسم ساويرس باليونانية هو مؤسس الأسرة الرابعة خلال عصر الدولة القديمة تميز عهده بالتوسع في التجارة الخارجية وإرسال الحملات التجارية وحملات التعدين.
وكان أول بناء يقيمه سنفرو بعد إعتلائه عرش مصر يتميز هذا الهرم بأنه الوحيد الذي لا يأخذ شكل هرمي بل هو على هيئة مكعب شكل الهرم يبدو كمسطبة عالية تحيطها رمال وأنقاض مما يجعل شكل الهرم بعيد الخيال ويعتبر مرحلة انتقالية مابين الهرم المدرج مثل هرم زوسر والهرم الكامل مثل هرم خوفو أي إنه المرحلة الوسطية بين الهرمين وقد اشتقت الأحجار المستخدمة لبناء الهرم من محجر يبعد نحو 800 متر جنوبا من موقع البناء وكان المشرف على البناء اسمه نفر معات وهو ابن الملك و كان وزيرا له . وقد تم اختيار المنطقة على أساس أنها هضبة صخرية تستطيع تحمل الهرم الذي سينشأ عليها وهي كذلك قريبة من العاصمة وبدأ البناء على الطريقة التي كانت معروفة في ذلك الوقت في طريقة بناء الهرم المدرج ؛ وأدخلت بعض التعديلات مثل بناء حجرة المومياء داخل الهرم بدلا من بنائها تحت الأرض.
كتب تقي الدين المقريزي خلال القرن الثاني عشر الميلادي في وصفه بأنه بناء مكون من خمس مصاطب مما يبين إنه تعرض لعوامل التعرية أو إستخدام أحجاره في بنايات أخرى ويطلق على الطراز المعماري لهذا الهرم إسم الهرم ذو الطبقات وهو يختلف عن الأهرام المدرجة، ويعتبر مرحلة انتقالية إلى الهرم الكامل ..
ويبلغ طول هرم ميدوم من بداية قاعدة إلى قمته نحو ٤٥ متر ويقع أسفله حجرة الدفن و المعبد الجنائزى وتحتوى على غرفتين تنفتحان على بهو مفتوح يؤدي إلى الهرم في البهو منضدة قرابين ولوحتان حجريتان كبيرتان لا يوجد عليهما كتابات ولاتزال أحجار تسقيفتهما في مواقعها وبذلك فهو أقدم ما وجد من تسقيفة كاملة لبناء قديم ويظهر منه حالياً ثلاثة مصاطب وكان هو خامس أكبر أهرامات مصر عندما تم إنشائه
أجمع العلماء الذين درسوا عصورالأهرامات بأن سنفرو بعد الإنتهاء من بناء هرم ميدوم أو تخليه عنه بعد انهياره قام ببناء ثلاثة أهرامات أخرى في دخشور ولذلك فهو يلقب بـ أعظم البنائين المصريين من حوالي ٤٧٥٠ وهذه الأهرام أخذت شكل الهرم العادي وليس المكعب ، ترك سنفرو هذا المشروع الذي كان مقررا ليكون مقبرة له وسمي لذلك كينوتاف أي مقبرة كاذبة وبدأ بعد انتقال مقر الحكم ببناء الهرم المنحني في دهشور يبلغ ارتفاعه ٩٨ مترا وهو أول هرم بنى على هذا الشكل بعد هرم زوسر المدرج ، واعترى تكملة الهرم من هرم مدرج إلى هرم كامل عدة أوقات لانقطاع العمل عندما بدأ سنفرو ببناء الهرم أيضا في دهشور وهو أول هرم يتخذ شكله شكل الهرم الكامل ليكون مقبرته وهو أعلي الثلاث أهرامات الرئيسية في دهشور وترجع تسميته بالأحمر لطبقة الصدأ الحمراء التي تعلو أحجاره ، وهو ثالث أكبر هرم مصري بعد هرمي خوفو وخفرع
ثم جاء ابنه الملك خوفو ليتأثر بسنفرو ويبني بعدهم الهرم الأكبر أو هرم خوفو سنة ٢٥٦٠ قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لملك الأسرة الرابعة خوفو واستمر بناؤه لفترة عشرون عام ويعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر ، فبعد موته أصبح خوفو الملك الحاكم على الأرض وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء هرمه والذي يعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة واشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر. وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الذي كان يصل إلى ١٤٨ متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى ٣٨٠٠ سنة ، ويبقي هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي.