كتب_الشريف أحمد
إن التفاخر بالأنساب والعِرقْ القبيلي، ليس به ما يعيب الشخص لكن، العيب والضرر، هو التقليل من الاخرين ووقع الضرر، على من هم أقل منه فى الانساب، أو في العِرقْ القبلي .
هذا كان حواري مع أحد الاشخاص، فأنه كان يُحرّم التفاخر بالأنساب وكان يستدل على آيات ليست لها علاقة بالموضوع.
واليوم .. دعنا نتطرق إلى هذا الموضوع الشائك، لنضع النُقط فوق الحروف، ولكى نتعرف ما هي الانساب، وكيف نتفاخر بأنسابنا دون التجريح لأحد أو الطعن في أنساب الآخرين، والضوابط للافتخار بالنسب خصوصا اذا كانت الأصول غير مسلمة؟
المسملين عند الله كلهم سواء :
فالـ نتفق على أن المسملين عند الله كلهم سواء فقد جاءت الاية صريحة تلك القاعدة العظيمة (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) سورة الحجرات 13 .
وايضاً الحديث في صحيح مسلم أنه صلي الله عليه وعلى آله الكرام وسلم قال: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
إفتخار النبى بسبه وعِرقه :
ففى عدة مناسبات كان النبي صلي الله عليه وعلى آله الكرام وسلم يُفاخر بنسبه وحسبه، لكن دون إيذاء شعور الاخرين .
إفتخر النبي صلى الله عليه وسلم بنسبه يوم حنين عندما قال انا النبي لا كذب انا بن عبد المطلب .
عبد المطلب : كما قال ابن إسحاق (كان من سادات قريش ، محافظاً على العهود، متخلقاً بمكارم الأخلاق، يحب المساكين، ويقوم في خدمة الحجيج، ويطعم في الأزمات، ويقمع الظالمين، وكان يطعم حتى الوحوش والطير في رءوس الجبال ) وهذا كله من رصيد الفطرة ومواريث الأنبياء، ومن يفتخر بالأخلاق الفاضلة والمناقب العالية في مثل هذا المقام لا تثريب عليه.
يقول النووي .. رحمه الله – في (شرحه على صحيح مسلم) معنى قوله – : “أنا النبي لا كذب” أي: أنا النبي حقاً فلا أفر، ولا أزول، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب: أنا فلان، وأنا ابن فلان، ومثله قول سلمة: أنا ابن الأكوع، وقول علي – رضي الله عنه-: أنا الذي سمتني أمي حيدره، وأشباه ذلك .
وقال أيضا في مناسبة أخرى صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم (انا بن الذبيحين) وهو يقصد والده عبدالله بن عبد المطلب و إسماعيل بن إبراهيم أيضاً هو له فخار .
وتفاخر مرة أخرى بنسبه وصهره حين قال :
كلُّ نسَبٍ و صِهرٍ ينقطع يومَ القيامةِ إلا نسَبي و صِهْري . رواه عبدالله بن عمر
وليس الحديث في فضل من كان كافراً وله صلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، سواء كانت نسباً أو مصاهرة .
لكن معنى الحديث أن نسبه صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم لا ينقطع يوم القيامة ، وهو يعني : أنه يستفيد منه أهله ، ولا شك أن المقصود به هم أهله المؤمنون .
قال ابن كثير .. رحمه الله في ذِكر خصائص نسب النبي صلى الله عليه وسلم – : ” ومن الخصائص : أن كل نسب وسبب ينقطع نفعه وبرُّه يوم القيامة إلا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم ، قال الله تعالى فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ … .
قال أصحابنا : قيل : معناه إنَّ أمته ينتسبون إليه يوم القيامة ، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم .
يفاخر الرسول بإحفاده منزلة السيادة في الأمة:
فاخر الرسول بإحفاده منزلة السيادة في الأمة حديث في حق الحسن بن علي رضي الله عنهما: عَنْ أَبِي مُوسَى روى البخاري في ” صحيحه ” ( إن إبني هذا سيّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) .
ولقد فاخر شرف الدين أبي عبدااله محمد بن سعيد البوصيري :
في أشهر قصيدة مدح للشعر العربي بين العامة والخاصة، وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، وهو يمدح ويفاخر بنبيه .
فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ *** ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ
مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ *** فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ
دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ *** واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ
وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ *** وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ
فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له *** حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً *** أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ