الانسحاب بقلم /هبه الببلاوي
الانسحاب كلمة مرتبطة دائما بالحروب او القتال أو حتي إنسحابنا من لعبنا بعضنا مع البعض وكان يقال أن الإنسحاب للضعفاء .
والحقيقة أن الإنسحاب نحتاجه كثيراً في حياتنا
وعلاقاتنا المرهقة . العلاقات الغير سوية التي يلغي فيها أحد الطرفين شخصية الأخر ونعيش بعقل الأخر بعد أن يوهمنا أنه مصدر العطاء والأمان والراحة ..
وإقناعنا أن الحياة بدونهم تنتهي والسعادة معهم فقط دون غيرهم .
وأمثلة الإنسحاب كثيرة ومتعددة ولكن مفهوم الضعف للمنسحب قد تغير فأصبح الإنسحاب بين الأصدقاء أو بين الزوجين أو بين مدير العمل والموظف يحدث بقرار واعي ذكي حتي لا يشتد الخصام.وليس ضعف كما قيل عنه.بل هو رحمة وخفض لجناح الذل
وهنا الإنسحاب حالة من التراجع الواعي لا يفعلها إلا الأقوياء عندما يصبح الحوار قائم علي الجدال فالمنسحب يفضل أن تستمر العلاقة علي الإنتصار بالنفس وهذا قمة الذكاء والقوة
فلا تسمح أن تكون نهاية العلاقات الجميلة موقف وإن حدث فاهذا غباء المتعصب في الحوار.ويعتبر التعصب نوعاً من الأنانية نابع من الخوف .
والسؤال هل كل الإنسحاب مدمر للحياة ام أحياناً يصبح مكسب لنا من تمادينا في علاقات مع أشخاص غير أسوياء ..
ولكن لماذا نظن أن في البعد تعاسة وفشل فالسعادة في الحياة ليست بخوض جميع معاركها ، ربما السعادة تجدها في الانسحاب البارع الذي هو في الحقيقة نصر ومكسب .