بقلم _ نادرة سمير قرنى
إن ما تشهده الدولة المصرية اليوم وما شهدته منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى من مشروعات تنموية, يؤكد أن الدولة المصرية تعيش مرحلة من أزهى عصورها على مر التاريخ, ولا أبالغ حين أقول أن ما شهدته الدولة المصرية خلال الست سنوات الماضية لم يحدث خلال عصور كاملة مرت عليها؛ حيث شهدت الدولة طفرة كلية فى كافة مجالات الحياة, وهذا ليس كلام يُكتب وإنما الدلائل المادية على ذلك كثيرة على أرض الواقع, وكأن الرئيس أخذ عهداً على ذاته منذ أن تولى حكم البلاد أن ينهض بالدولة المصرية إلى مقدمة الدول فأطلق سيادته ” صاروخ التنمية”.
فعلى مستوى النقل والمواصلات حدثت طفرة كبيرة وغير مسبوقة فى شبكة الطرق, حيث بلغت تكلفة مشروعات وزارة النقل المخططة من 30 يونيو2014وحتى 30 يونيو2024, بلغت1,1 تريليون جنيه, منها 377 مليار جنيه تم تخصيصها للطرق والكبارى, و142 مليار جنيه للسكك الحديدية, والأنفاق512 مليار جنيه, فى حين بلغت تكلفة المشروعات التى تم تنفيذها خلال الست سنوات السابقة33,1 مليار جنيه.
حيث نجحت هيئة الطرق والكبارى التابعة لوزارة النقل فى إطلاق العديد من المشروعات العملاقة ومن أبرزها المشروع القومى للطرق والكبارى بأطوال 7 آلاف كيلومتر بتكلفة 175 مليار جنيه,تم تنفيذ4500 كيلو متر منها فى المرحلة الأولى ومنها طرق (وادى النطرون_ العلمين_الصعيد_البحر الأحمر_ طريق بنها الحر_وطريق الجلالة_ القوس الشمالى_ عين دله), ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ طرق المرحلة الثالثة بطول 1300 كيلومتر.
كما تم التخطيط لتنفيذ عدد21 محور كوبرى على النيل بتكلفة 30 مليار جنيه, تم تنفيذ 7 محاور منها منذ يونيو2014, وإنشاء ما يقرب من 600 كوبرى ونفق أعلى مزلقانات السكك الحديدية وعند تقاطعات الطرق الرئيسية بتكلفة85مليار جنيه, كما تم الانتهاء من تطوير وصيانة ورفع كفاءة 5000كيلومتر من شبكة الطرق الحالية بتكلفة 15 مليار جنيه, كما أطلقت مصر ولأول مرة فى تاريخها مشروع إنشاء القطار الكهربائى (مونوريل العاصمة الإدارية) بطول 54كيلومتر, ومونوريل (6 أكتوبر) بطول42 كيلومتر, بإجمالى تكلفة 2,695 مليار يورو.
ورغم كل هذه الجهود التى تُبذل إلا أننى صُدمت من رأى العديد من الأشخاص الذين يسخرون من هذه المشروعات العملاقة والتى ربما لا يلمسون جدواها وقت تصميمها ولكن فيما بعد, هؤلاء الساخرون يقولون ” ناقص يعملوا لنا كوبرى كمان فى كل شقة”, أهكذا تنظرون أيها المثقفون إلى هذه المشروعات أنها ليست بالمهمة, إذن فما المهم من وجهة نظركم؟ ألم تيسر لكم هذه الكبارى حركة السير فى منطقة عملكم, سكنكم؟, ألم توفر لكم الوقت الذى كنتم تنتظرونه فى وسائل المواصلات إثر تشابك المواصلات ببعض المناطق الحيوية؟, ألم توفر لكم أيها السادة الوقت الباكر الذى كنتم تنزحون فيه إلى أماكن عملكم, ألم تختصر بضع دقائق من الوقت الذى كنتم تستغرقونه فى الوصول إلى أعمالكم؟
إن ما أسمعه منكم أيها السادة إنما يثير فى نفسى العديد من الأسئلة:
لماذا ترون كل شىء حولكم سلبى؟, لماذا تنشرون أرائكم الخاطئة فيمن حولكم؟, متى سترون شىء إيجابى يحدث فى بلادكم ؟
إن الكثير من مثل هذه الأسئلة إنما يتراود فى ذهنى بين الحين والآخر, إن ما تفكرون فيه من أفكار سيئة وما يتخللكم من أراء خاطئة إنما لا تعود نواتجه عليكم فقط وإنما يمتد لأبنائكم, فكل يوم يشب جيل جديد البعض منه ناقم على بلاده لايريد العيش فيها يريد الهجرة إلى الخارج, جيل يقف صامتاً لا يريد أن يحيى علم بلاده فى مدرسته, إن هذا الجيل هو نتاج أفكاركم نتاج نظراتكم السيئة لبلادكم, أفيقوا أيها السادة فما تشهده بلادكم من نهضة إنما هو نتاج إرادة قوية لقائد أراد أن ينهض بدولته رغم كل محاولات الغرب الدنيئة للنيل من شرف وكرامة وأرض هذه البلد العظمى والتى قال عنها المولى فى كتابه العزيز” ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”, إن هذه البلد محفوظة بحفظ القرآن , وكما قال الشيخ الشعراوى عنها ” إنها مصر.. وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد.. أو حاسد.. أو مُستغِل.. أو مُستغَل.. أو مدفوع من خصوم الإسلام.. هنا أو في الخارج..