كتب_الشريف أحمد
اليوم نقدم لكم أحد رجالات الذين رافقوا سعد زغلول وعبد العزيز فهمي في مشوارهم الثوري وانحيازهم للشعب ذهبوا وتحدثوا عن قضية الاستقلال،
مكرم عبيد :
إسمه الحقيقي بالكامل وليم مكرم عبيد
وُلِد في عام 1889م فى عائله مسيحيه مرموقه (عائلة عبيد (في قرى مدينة قوص بمحافظة قنا إحدى محافظات صعيد مصر، كان منذ الصغر بعيد عن التعصُب الدينى، الذي كان لديه أصدقاء مسلمين مُقربين أمثال سامي نور إبن المحامي الكبير حين ذاك محمد بك نور، وتدرب مكرم عبيد فى مكتبه، فضلاً أن الزعيم مصطفى النحاس رفيق دربه في الكفاح وصديق عُمره.
دراسة مكرم عبيد :
إلتحق بالمدرسة الأمريكية في أسيوط ودرس القانون في أكسفورد، وحصل على يعادل درجة الدكتوراه في القانون من ليون بفرنسا عام 1912م.
بداية عمله :
· إنضم إلى حزب الوفد، وفي عام م1928 وأصبح سكرتيرا عاما للوفد.
· عمل سكرتير صحيفة الوقائع المصرية وتولى العمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الحكم والاحتلال الإنجليزي وكان له دعاية نشطة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، وعندما نُفي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه وتم نفيه ضمن مجموعة الوفد السبعة التي يترأسها سعد زغلول.
· مكرم عبيد وزيراً للمواصلات:
عندما شكل مصطفى النحاس الحكومة عام 1928م تم إختيار مكرم وزيراً للمواصلات.
· مكرم عبيد وزيرا للمالية:
عُين عبيد وزيراً للمالية، وفور إستلام عمله رصد مخالفات عديدة جمعها في وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وتقدم بها إلى الملك ، بأحوال البلد وروى فيه ما حدث في حزب الوفد، من فضائح ومخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه، وجاءت الردود عليه، أمراً فادحاً، وانتهى الاستجواب بعد ثلاثة أيام.
إعتقال مكرم عبيد :
مكرم عبيد.. أسقطته زوجة النحاس
لم تكن حياة مكرم عبيد على وتيرة التفاهم والتصالح، حيث وقع في عام 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى النحاس، وهو الخلاف الذي كان سببه الرئيسي “زينب هانم”، زوجة النحاس، والتي أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، على الرغم من أن الفضل يعود إلى مكرم عبيد في ضم سراج الدين لحزب “الوفد”
هذا هو الخلاف الذي أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله (الكتلة الوفدية) التي أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت في الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشى عام 1946.
وقد أصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا آنذاك، أمراً عسكرياً باعتقال مكرم عبيد باشا، وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ.
أفكاره و إنجازاته :
ساهم مكرم عبيد في دعم حرية الرأي والصحافة والاجتماع.
وكان مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها في مصر، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
كما طالب عن وجوب إلغاء الحبس الاحتياطى في جرائم الرأى، وحظر إقالة الوزارة إلا إذا سحب البرلمان الثقة منها.
وحظر إعلان الأحكام العرفية فلا يجوز إعلانها إلا إذا اشتبكت البلاد في حرب فعلية داخل حدودها، على أن يحاط هذا الإعلان بالضمانات الدستورية والنيابية الواجبة، وعلى ألا تعلن الأحكام العرفية لمجرد قيام أسباب خطيرة يخشى معها اختلال الأمن لأن مثل هذه التعبيرات قد تسمح بالعبث في التفسير.
من أقواله المشهورة :
· إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا و “نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن انصارا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين”.
· إننى كما أقرأ الإنجيل أقرأ القرآن وأستشهد بآياته بل وأتعظ بعظاته لأننى أؤمن بالواحد الديان سبحانه فى كمال علمه وصفاته.
· إنّ الذي ينتصر على غيره قويٌ، ولكنَّ الذي ينتصر على نفسه أقوى.
· التاريخ العربى سلسلة متصلة؛ بسبب اللغة، والثقافة العربية، وأن على العرب أن يسلكوا الطريق الذى سلكه الأوروبيون، بأن يقيموا تنظيمًا يلتفون من خلاله فى ميثاق قومى واحد؛ لبذل الجهود من خلال النضال العربى المشترك؛ من أجل الحرية والاستقلال.
وفاته :
توفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961، وتم تأبينه في الكنيسة المرقسية – بالازبكية وشارك الراحل محمد أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، وتم الدفن بالقاهرة.
تكريمه :
أطُلق إسمه على أحد الشوارع الرئيسية بمدينة نصر وهو من أهم شوراع القاهرة تخليداً لذكراه.
الختام :
لاحقاً سوف نسرد قصة كفاح بقية {الوفد المصري} الذين كانوا رفقة مكرم عبيد السادة هم :
سعد زغلول .
عبد العزيز فهمي .
مصطفي النحاس .
علي شعراوي .
. احمد لطفي
. حمد الباسل