السيدة خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية

بقلم_ أماني عز الدين

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من السيدات اللاتي تركن بصمة في المشهد الإسلامي واليوم أستعرض معكم واحدة منهن وهي السيدة خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية ، والتي أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوجة أوس بن الصامت ..
هذه المرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات
وهي تحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة. حيث نادت ربها: “اللهم إني أشكو إليك ما نزل فيّ” فأنزل الله تعالى قوله في سورة المجادلة:

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وتلك هي قصتها ..
سبب المجادلة هو أن أوس بن الصامت كان قد ظاهَر زوجته خولة، ومعنى الظِهار هو أن يقول لها “أنتِ عليّ كظهر أمّي”، فتصبح العلاقة بينهما حراماً، وكانت هذه العبارة في عُرف الجاهلية تقتضي أن لا يقترب الزوج من زوجته، غيرَ أنها لا يجوز لها أن تتزوج غيره، فكانت هذه المعضلة سبباً لذهاب خولة بنت ثعلبة إلى الرسول لتسأله وتستفتيه، فقال لها “حَرُمْتِ عليهِ” أي أصبحت العلاقة بينكما حراماً، فقالت له “إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا”، فقال لها “ما عندي في أمرك شيء”، فقالت “اللهم إني أشكو إليك”، وكان الله يسمع هذا الجدال والمحاورة بينها وبين الرسول، فنزل عليه الوحي بهذه السورة التي تُعدّ أولى عشر سور مدنية تُذكر فيها أحكام علاقات المجتمع الإسلامي ..

السيدة خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية
Comments (0)
Add Comment