كتب : الشريف احمد
الكثير من بعض الناس لا يعرف من هو محمود سامي البارودي.
محمود سامي البارودي ليس مناضل فحسب “هو أحد أبطال الثورة العرابية عام 1881م”، بل هو ايضاً من رائدي الشعر العربي الحديث.
وفي المقال دعنا نتطرق الي جزء من حياة سامي البارودي
هو محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي ولد في عام 1839م في مصر وتحديداً في مدينة دمنهور التي تقع في محافظة البحيرة وهو ينحدر من أسرة شركسية الأصل وكان لها نفوذ وجاه وسلطان وثراء في مصر، حيث كان والد محمود ضابط برتبة لواء في الجيش المصري كما كان مديراً لمدينة بربر ودنقلا في بلاد السودان، حيث توفي والده هناك وكان محمود يبلغ من العمر السابعة فقط.
تعلم البارودي في مدرسة المبتديان في القاهرة، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة وقواعد النحو والصرف العربي وأخذ قليلاً من علوم الفقه والحساب والتاريخ، وأتم هذا التعليم في عام 1851م ثم بعدها بعام واحد التحق البارودي بالمدرسة العسكرية وهو في عمر الثانية عشرة وتخرّج منها في عام 1855م ليصبح جندياً في الجيش السلطاني، وخلال فترة تواجده في المدرسة العسكرية أظهر اهتماماً بالغاً في الشعر والشعراء، وحفظ الكثير من الشعر الفارسي والتركي بسبب سفره إلى آستانة.
” تقع مدينة أستانا وسط كزاخستان على نهر إيشيم الذي يجري في السهول الشمالية الوسطى من البلاد”.
يعتبر البارودي أحد أبطال ثورة عام 1881م التي تسمى بالثورة العرابية وذلك بالاشتراك مع أحمد عُرابي ضد الخديوي توفيق، حيث ناضل ضد الحكم الفاسد وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر في عام 1882، وتقلّد العديد من المناصب السياسية في حياته منها وزارة الحربية ورئاسة الوزراء.
كان محط اهتمام النقاد العرب:
لقد كان الشاعر محمود سامي البارودي محط اهتمام عدد كبير من النقاد العرب، دفعهم شعره وإبداعه وطريقته والمدرسة الأدبية التي انتمى إليها إلى الغوص في أعماق شعره والبحث في قصائده وإلقاء نظرة على نتاجه الأدبي الذي كان ولمَّا يزل منارة يهتدي بها الكلاسيكيون في الأدب العربي، فقد كان أحد أهم الأسماء الشعرية في العصر الحديث التي مثَّلت مدرسة البعث والإحياء إلى جانب كلٍّ من: أحمد شوقي والشاعر بشارة الخور وغيرهم.
أشعار البارودي الساخرة:
يعود استخدام الشاعر البارودي للسخرية في بعض أشعاره إلى طبيعة وظروف الحياة التي عاشها ومرّ بها، فقد عاش حياة مليئة بالتناقضات والتنقلات بين الذلّ والعزّ وبين العيش في كنف أحبابه إلى العيش في المنفى، بالإضافة إلى معايشته لمختلف أصناف الناس والجماعات.
أشهر ما كُتبت في حقِّ محمود سامي البارودي:
وأشهر ما كُتبت في حقِّ محمود سامي البارودي دراسة بعنوان “البارودي حياته وشعره”، لنفوسة زكريا، صدرت في القاهرة عام 1992م. مختارات من شعر محمود سامي البارودي صدرت من مكتبة الأسرة في القاهرة عام 2005م. محمود سامي البارودي شاعر النهضة لعلي الحديدي، صدرت عن مكتبة الأنجلو المصرية في القاهرة عام 1969م. البارودي رائد الشعر الحديث لشوقي ضيف صدرت عن دار المعارف في القاهرة عام 1988م.
في ختام المقال عن الشاعر محمود سامي البارودي:
لابد شواهد من شعر البارودي، والمرور على بعض الأمثلة من شعره، فشعر الشاعر مرآته التي يُرى من خلالها والطريق الأقرب إلى نفسيته وشخصيته.
مجموعة من قصائد الشاعر البارودي:
قصيدة ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي
ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي
وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَةِ الْبَالِي؟
ماضٍ منَ العيش ما لاحتْ مخايلهُ
في صفحةِ الفكرِ إلاَّ هاجَ بلبالي؟
سلتْ قلوبٌ؛ فقرتْ في مضاجعها
بَعْدَ الْحَنِينِ، وَقَلْبِي لَيْسَ بِالسَّالِي
لمْ يدرِ منْ باتَ مسرورًا بلذتهِ
أني بنارِ الأسى منْ هجرهِ صالي
يا غاضبينَ علينا! هلْ إلى عدةٍ
بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبال