القاهرية
العالم بين يديك

قراءة في كتاب “دموع متحجرة وأخرى تنهار”

128

بقلم د.محمد فؤاد منصور

في كتابه الثاني بعنوان ” دموع متحجرة وأخرى تنهار” يقدم لنا الأستاذ سمير المطيعي المزيد من الأفكار الممزوجة بمتعة التعرف على عالمه الفكري التأملي .
والحق أنني كنت أخشى البدء بهذا الكتاب لوقوفي أمام عنوانه الذي يحيلنا إلى الدموع والتحجر ومن ثم الانهيار مماخشيت معه أن أخرج من قراءته بأحزان وآلام ولذلك كنت أتحفظ على هذا العنوان الذي استعار انهيار البناء فاستبدله بانهمار الدموع أو هطولها وهو أمر مخيف ، لكنني بعد الانتهاء من القراءة لم أجد شيئاً يعزز مخاوفي ، بل ازداد يقيني بأن الكتاب يستحق عنواناً أفضل يظهر ثراء مادته
هذا كتاب غير مصنف وإنما يصحبنا الكاتب فيه بين ألوان شتى من المعرفة وكأننا نسير في حديقة متعددة الثمار والأزهار فتزودنا بالكثير من المعلومات التي كنا نجهلها ، ثم هو كتاب يحوي أفكاراً فلسفية وتأملات للكاتب يسوقها إلينا فنشعر معه أنه يقدم لنا وجبات دسمة من الأفكار المختلفة ، فمن زيارة لإحدى دور رعاية المسنين إلى خواطر حول المرض ومشاعر المريض وهو على سرير المرض ومقارنة تأملية رائعة بين دخول القبر ودخول جهاز أشعة الرنين المغنطيسي وأوجه الشبه بينهما ، ثم سياحة سريعة في نتف من حياة كبار الكتاب والمفكرين ، تشيكوف، تولستوى، ديستوفسكي، جوتة، بوشكين، مكسيم چوركي ونهايات بعضهم المأساوية وحديث عن شكوى الفلاح الفصيح وكيف أدى تمسكه بحقه إلى أن يسترده مضاعفاً ، ثم حديث عمن حكم مصر من النساء .
وحديث مطول ومفصل عن اللغة الهيروغليفية وكشف غموضها وتغلغل الكثير من ألفاظها في حياتنا حتى اليوم .
الحق أن الكتاب فيه الكثير من المتع النفسية بطرحه مقولات لكبار الكتاب والمفكرين وأجزاء من تأثيرهم في حياتنا المعاصرة وفي اختصار موجز يشعر معه القارئ بأنه كان يود أن يعرف المزيد حتى أن كل فصل من فصول الكتاب يصلح نواة لكتاب مستقل
لاشك أن قارئ هذا اللون من الكتابات سيجني فوائد ومتع لاحصر لها .
تحية للكاتب الأستاذ سمير المطيعي على هذا الثراء المعرفي الممتع .

قد يعجبك ايضا
تعليقات