القاهرية
العالم بين يديك

الجونة.. مهرجان الملايين مرتع لنسف الحياء ولا عزاء للغلابة

157

بقلم السيد عيد

طل علينا مهرجان الجونة فى دورته الخامسة وسط اشمئزاز الكثير وكأن المهرجان أقيم خصيصا لإعلان أجرأ او أقصر فستان وأن الجائزة ستكون من نصيب من تعرت اكثر !! دون النظر لأعمالها الفنية
فقد أصبح المهرجان رمزًا للعري وإظهار مفاتن كل فنانة تقوم بالمشاركة في أجواء الإحتفال إلا القليل منهم ليكون العرى شرط للمشاركة فى المهرجان بمشاهد غير مألوفة علي مجتمعنا، ذلك غير الملايين التى تنفق عليه لنجد نجماً لكل شباك، وصاحبًا لأعلى الإيرادات، ومُتصدرًا جميع الأفيشات والتريندات والفنان الفلانى يحضر بسيارته اللامبورجيني وإطلالة الفنانة الفلانية بفستان بفتحة صدر واحدة والأخرى مغلقة برباط شفاف وبدلة الفنان المرصعة بالألماس وغيرها من مظاهر البذخ والغنى والعرى.
ولكن فى حياتنا اليومية ينفرد بطلٌ متربعًا على عرش صدارته دونما منازع نجما من نوع آخر
ونموذجًا للخير الطيب فى فيلم
أكل العيش،
لأقف إجلالا وتعظيما له لتتصاعد الأحداث فى
واقع مرير يعبر عن فئة مهمشة من رجال الأعمال وأصحاب المهرجانات.

توقفت أمام تلك السيدة التى تجلس لتبيع الجبن وتخيلت أنها واحدة مثل غيرها من آلاف الباعة الجائلين الذين تجدهم فى ميادين القاهرة وشوارع المحافظات، أو نصطدم بهم على الأرصفة وفى أزقة الطرقات أمام فرشة صغيرة لعرض بضائعهم لأجد نفسى أمام عظيمة من عظيمات مصر الست الريفية البسيطة أو سائقة التاكسى التى تكافح من أجل لقمة العيش.
الفن الحقيقي هو كفاح الواقع، هو رسالة سامية للأخلاق والقيم إنما العري لا يطلق عليه فن ولايمت للأخلاق والقيم بصلة.
وبدلا من أن يصرح رجل الاعمال نجيب ساويرس ويقول بحب إظهار إبداعنا وثقافتنا وحريتنا للعالم…أى إبداع وأى ثقافة وأى حرية التى تعتمد على البهرجة والعرى.

فإن لم تكن الظروف رحيمة بهؤلاء الفقراء وكانت حياتهم مرة ، فلنكن نحن بهم رحماء و نكن لهم سند وعون حتي نخفف من هذه المرارة، فمن لا يرحم لا يرحم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات