القاهرية
العالم بين يديك

“حتى لا تذهب للعيادة النفسية” قراءة في كتاب 20 نمط للشخصية تجنبهم لكاتبته ومؤلفته دكتورة داليا الشيمي

148

 

بقلم سهام سمير

في البداية لا أجمل من تقسيم المادة إلى عناوين رئيسية ثم التفرع منها لعناوين أكثر دقة وتوضيحها بشرح بعض الحالات مع الحفاظ على خصوصية الحالة بتغيير تفاصيل لا تؤثر على الشرح ومآل الحالة وتدريبات تساعد القاريء إن كان يعاني من بعض الأعراض أو تقابل مع بعض هذه الشخصيات.

تأتي أهمية الكتاب من كونه إسهام من إسهامات رفع الوعي الذاتي لدى الناس، حيث أن مؤخرا انتشرت مقولات معلبة نرددها دون أن نعرف ماهية القول أو سبب قوله أو مدى صحة تطبيقه.

انتشرت كذلك موضوعات كثيرة قد لا يتكلم فيها متخصصون مثل عنوان عريض يستخدمه الكثير منا مثل إن هذا الشخص نرجسي قولا واحدا دون أن نعي أن اضطراب الشخصية النرجسية على سبيل المثال تحتاج تشخيص وفي مركز أو عيادة ومن متخصصين يخضعون الشخص لمزيد من الاختبارات حتى يثبت الاضطراب.

لهذا أعد هذا الكتاب وغيره من الكتب والندوات المصاحبة لها بصيص ضوء ينير دروب مظلمة أو مضببة.

أما عن الشخصيات العشرين المنوط بالكتاب شرحهم وتوضيح مدى اضطرابهم فهم كالأتى:

*من يزن الأمور بميزانه الشخصي
*الباحث عن تفسير وإجابة عن كل الأسئلة
*من يؤله الأشخاص
*التعلق السريع
*الدخول في نفس التجربة مرارا
*نقص تقدير الذات
*المسئول عن العالم
*ادعاء القوة دائما
*المهتم بالتفاصيل
*المبالغة في حماية الذات
*انتظار اعتذارالأخرين
*الحساسية الشدية للنقد
*التطرف الذهني أو الحلول الأحادية
*العزل النفسي والعقلي
*الخوف من المواجهة
*الخوف من الهجر
*الرغبة في إرضاء الجميع
*الحياة في حالة انتظار دائمة
*التعميم الأعمى
*التركيز على الناقص
واحد من أهداف الكتاب هو أن يعرف الإنسان ذاته ويتواصل معها، ويعرف أنه المسئول عما يحدث له أو ما لا يحدث.
كما أن معرفتك ووعيك الذاتي في أساسه لنفسك، وليس لتقوم بالتنظير على الأخرين.
أعجبني أن الكتاب عرض لتعريف وتمييز الفروق بين المرض النفسي والمرض العقلي والاضطرابات السلوكية، وذلك لأن الفروق بين الثلاثة جوهرية وتستحق المعرفة وبناء على التمييز بينهم يكون التوجه للعلاج سواء مع اختصاصي نفسي أو طبيب نفسي.
وهذا الكتاب في جوهره موجه لتوضيح الاضطرابات السلوكية وهذا ما يتضح في شرح إشكالية كل حالة فعلى سبيل المثال إشكالية “الميزان للجميع بميزانه الشخصي” شعورهم بالضغط والغضب نتيجة عدم تقبل الأخرين لميزانهم يصاحبه شعور بالغربة عن المختلفين عنهم.
في علاج هذه الحالة يعتمد المعالج على إيصال رسالة مفاداها أن يرتدي الشخص حذاء الأخرين وتفهم كيف يحسبها الأخر بميزانه.
أما عن المنشغلين دوما بفهم كل شيء يقع حولها أو إجابة كل الأسئلة، كما أن التفسير يجب أن يكون مقبولا.
أما ما يذهلك أن بعض هذه الشخصيات قد يجمعها صفات مشتركة مما يثبت أننا كإنسان معاناتنا واحدة ولا تبعد كثيرا.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه:
هل صفات مثل هذه الشخصيات سلبية على الإطلاق؟
والإجابة أن التوازن مطلوب في حياتنا وفيما نقابله من مواقف فحماية الذات واجبة لكنها إن زادت عن الحد المطلوب دخلت في نطاق المبالغة والتطرف كذلك البحث عن إجابات لكل الأسئلة وتفسير لكل موقف.
كثير من السمات المشتركة تجمع بين أصحاب الاضطرابات لكن أخطرها على الإطلاق أنهم عرضة للأمراض الجسدية فمعظم الحالات تذهب للاختصاصي النفسي بتوجيه مباشر من طبيب بشري بعد إصابتهم بأحد الأمراض التي لم يجد لها الطبيب مبررا صحيا أو تشخيصا طبيا.
هناك أسئلة شائعة يسألها الحالات او ذويهم:
هل هذه الحالة وما تعانيه ناتج عن حالة وراثية؟ أو ينتج عنه حالة وراثية؟
الوراثة ليست عاملا أصليا في إصابة مثل هذه الحالات، خاصة أنها اضطرابات بالزيادة او النقصان في ممارسة سلوك ما، لكنه ليس متعلقا بكيمياء المخ، لكننا لا نغفل هنا أنه قد يكون سمة في عائلة ما أو توجه لها يغذيه البيئة والتربية وطريقة تعامل المحيطين به.
ثاني الأسئلة:
هل الحالات مسئوولة عما تفعل نحو نفسها ونحو الأخرين؟
للأسف نعم هم مسؤولون عنه تماما، لكن هنا لابد أن نذكر أن مرحلة الوعي بالذات يصلوا إلى فهمهم لمسببات ما يقع منهم وما يصدر عنهم نحو الأخرين ومواقف الحياة.
وفي النهاية تتمنى لنا الكاتبة دكتورة داليا الشيمي أن يجد كل منا ضالته في السطور التي قرأناها، فقد تكون سببا في تخفيف أزمة لأي منا.
مراجعة كتاب 20 نمط للشخصية تجنبهم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات